يُعد ادمان الأدوية المسكنة المخدرة التي تنتمي إلى أدوية الجدول مشكلة تتفاقم يوماً بعد يوم، ولكن على الرغم من ذلك يظهر العديد من التقنيات الحديثة للتخلص من هذه المشكلة، إذ يذهب المريض إلى الطبيب رغبةً في التخلص من الألم، ويوجد الكثير من الأدوية المسكنة، ولكن قد يحتاج بعض المرضى بنسبة 20% إلى استخدام الأفيونات لتخفيف الألم، ليجد المريض نفسه غارقاً في إدمان هذه الأدوية المسكنة، فكيف الخلاص؟
إذا كنا نتحدث عن المسكنات المتعارف عليها التي تُصرف دون روشتة من الطبيب مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين، فتلك المسكنات لا تسبب الإدمان إطلاقاً.
ولكن يتحدث مقالنا عن ادمان الأدوية المسكنة القوية المخدرة التي تسبب الإدمان مثل الأدوية الافيونية التي تُستخرج من نبات الأفيون مثل المورفين والكودايين.
بالإضافة إلى الأدوية الأفيونية التي تُخلق في المعامل، ومن أهم أسماء المسكنات المخدرة:
وأُطلق عليها إدمان المخدرات الذي أصبح كارثة عالمية، إذ أُصيب حوالي 3 مليون فرداً في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.
يحدث ادمان الأدوية المسكنة بسبب تأثير النشوة والسعادة الذي تسببه هذه الأدوية، مما يحفز المريض على تناول جرعات أكبر رغبةً في المزيد حتى يقع في خطر الجرعة الزائدة.
يبحث الطبيب عن علامات ادمان الأدوية المسكنة للتأكد من إصابة المريض بالإدمان، وأهم هذه الأعراض:
قد يصبح المريض معرّضاً للوفاة جراء جرعة زائدة بسبب ادمان الأدوية المسكنة، لذلك لا بد من معرفة ماذا يحدث عند تناول حبوب مسكن كثيرة، فقد يكون ذلك سبباً في إنقاذ حياة مريض، ومن أهم هذه الأعراض التي تحتاج للذهاب إلى المستشفى:
يُعد ادمان الأدوية المسكنة خطيراً للغاية بسبب تأثيرها السلبي على الدماغ والجهاز العصبي وبطء عملهما، مما قد يؤدي إلى توقف أعضاء الجسم عن العمل.
وذلك بسبب توقف النبضات العصبية عن إرسال الرسائل العصبية الصحيحة لأعضاء الجسم لمساعدته على أداء وظائفه الحيوية.
وقد يتعرض المدمن في هذه المرحلة إلى توقف التنفس والدخول في غيبوبة، وتدمير الدماغ والوفاة في الحال.
يبدأ علاج إدمان المسكنات بتشخيص حالة المريض، وتقييمه وتحديد المادة المسكنة المخدرة التي يدمنها، ومدة التعاطي والجرعة، ويبدأ بأول مرحلة، وهي:
لا بد من إقامة المريض في المستشفى في هذه المرحلة خاصةً في الحالات المتوسطة والشديدة، وذلك بسبب صعوبة الأعراض الانسحابية التي يواجهها المريض، والابتعاد عن البيئة التي كان يعيش فيها وأوقعت به في خطر الإدمان خوفاً من الانتكاس.
تسبب الأدوية المسكنة المخدرة بعض الأعراض الانسحابية في مرحلة سحب السموم من الجسم مثل:
قد لا تكون هذه الأعراض تهدد حياة المدمن، إلا أنها مؤلمة وصعب التأقلم معها، مما قد ينتهي بها الطريق إلى انتكاس المدمن من جديد بسبب صعوبة الأعراض الانسحابية.
وتعتمد شدة ومدة الأعراض الانسحابية على نوع المسكن الذي يستخدمه المدمن، والجرعة التي يتعاطاها.
قد يلجأ الطبيب إلى استخدام بعض الأدوية لتخفيف حدة الأعراض الانسحابية في مرحلة طرد السموم من الجسم، ومن أهمها:
قد يساعد النالتريكسون في مرحلة طرد السموم في حالات مرضية محددة، ولكنه يُستخدم في حالات الإدمان المزمنة عن طريق تعطيل عمل المستقبلات الأفيونية وتقليل البحث عن المخدرات.
كما يُستخدم الميثادون أو البوبرينورفين على المدى البعيد للوقاية من الانتكاس واستعادة الحياة الطبيعية.
بعد التخلص من الأعراض الانسحابية لا تصبح مرتبطاً بالأدوية المسكنة جسدياً، ولكن قد تكون مرتبطاً بها نفسياً، وتخاف من الانتكاس عند التعرّض إلى أحد المحفزات التي دفعتك إلى ادمان الأدوية المسكنة منذ البداية.
لذلك لا بد من استخدام أفضل التقنيات النفسية للتخلص من الارتباط النفسي بالإدمان، ومن أشهرها:
يكشف العلاج السلوكي المعرفي الحجاب عن الأفكار والمعتقدات والسلوكيات السلبية المرتبطة بالإدمان، ومحاولة استبدال تلك الأفكار والسلوكيات بأفكار أخرى إيجابية تحفزه على العلاج.
يفضل بعض المرضى العلاج الروحاني والإيماني للتخلص من الإدمان، إذ يعتمد على وجود أشخاص متخصصين لإرشاد المرضى وتوجيههم عن طريق قوة الكلام عن الدين والإيمان بجانب العلاج الدوائي للعودة إلى الطريق الصحيح.
يُعد برنامج الإثنى عشر خطوة هو المعيار الذهبي لعلاج الإدمان، إذ يتعمد على ضرورة اتباع 12 خطوة وُضعت من قبل مؤسسي زمالة مدمني الكحول المجهولين.
تساعد هذه الخطوات على تأقلم المريض مع مشاعره عن طريق تتبع هذه الخطوات في رحلة علاجهم من المخدرات مثل ادمان الأدوية المسكنة.
يساعد العلاج النفسي الديناميكي المريض على اكتشاف مشاعره وتجاربه لمعرفة مدى ارتباط أفكار في اللاوعي بأفكاره وسلوكياته.
ويساعد ذلك الطبيب على معرفة السبب الرئيسي وراء ادمان الأدوية المسكنة ومحاولة البحث عن تقنيات وحلول تناسب احتياجات المريض.
يركز العلاج الهوليستيكي على الصحة العامة للمريض الذي يشمل الاحتياجات الجسدية، والنفسية، والروحانية، وتُعد هذه التقنية من أهم الوسائل العلاجية المتبعة لكثرة فوائدها.
ويشمل العلاج الهوليستيكي ممارسة تمارين التأمل، واليوجا، والعلاج بالفن، والوخز بالإبر.
لا يوجد أهم من هذه المرحلة للحفاظ على المريض من العودة إلى ادمان الأدوية المسكنة المخدرة مرةً أخرى، ويهدف ذلك إلى التعرُّف على المواقف والمحفزات عالية الخطورة.
بالإضافة إلى مساعدة المرضى على تغيير سلوكياتهم عن طريق اكتساب مهارات جديدة تساعدهم على التأقلم مع المجتمع بعد التعافي.
نبدأ أهم الأسئلة الشائعة بخصوص ادمان الأدوية المسكنة:
يصبح المريض في خطر الإصابة بالإدمان عند استخدام الأدوية المسكنة المخدرة لمدة أكثر من 5 أيام، وتؤكد بعض الدراسات وجود بعض العوامل التي تلعب دوراً مهماً في هذا الموضوع، وهي:
قد يصبح النساء أكثر عُرضة لخطر ادمان الأدوية المسكنة بسبب لكثرة التعرُّض للآلام المزمنة، ووصف الأدوية المسكنة المخدرة بجرعات كبيرة ولفترات طويلة.
بل وقد يكون ذلك بسبب حجم جسم النساء، وكثرة تعرُّضهم للعنف المنزلي والصدمات النفسية بسبب العلاقات العاطفية أكثر من الرجال.
بدأت تجربتي مع ادمان الأدوية المسكنة بعد عملية الغضروف التي أجراها الطبيب لي، ووصف لي أحد الأدوية المسكنة القوية، وعلى الرغم بالتزامي بالجرعة ومدة العلاج المحددة إلا أني وقعت في بئر الإدمان.
ولكني أدركت سريعاً ما أنا أقدمت عليه، وذهبت إلى مستشفى الحرية للطب النفسي وعلاج الإدمان طلباً للمساعدة والتخلص مما أصابني.
ولحسن الحظ، لم تكن فترة الإدمان طويلة، وحالتي المرضية كانت خفيفة، واستطعت استكمال العلاج من المنزل بعد انتهاء أول مرحلة من العلاج وهي سحب السموم من الجسم.
التزمت بحضور الجلسات النفسية الجماعية والأسرية الأسبوعية، وأشكر الله على انتهاء هذه المرحلة قبل أن تتفاقم وتبتلعني بين براثنها.
ختاماً، لا بد من الاستعانة بالمتخصصين في علاج ادمان الأدوية المسكنة في مستشفى الحرية للطب النفسي وعلاج الادمان، والتعامل مع الخبراء لمواجهة رحلة العلاج الصعبة وحضور الجلسات النفسية للتخلص من آثار الإدمان المرهقة.
مستشفى الحرية للطب النفسى وعلاج الادمان هي من أهم المستشفيات الرائدة فى علاج جميع حالات الادمان بأحدث الاساليب المتطورة والطرق العلاجية الحديثة
مدينة الفيوم – مصر
info(@)mentalhospital.net
0020-10-06222144
Designed by Horeya Dev