التعامل مع مدمن القمار و 5 طرق لعلاج إدمان القمار القهري
في البداية يبحث عن التسلية والترفيه والتغيير في القمار، وينسى أن القمار هو مصدر للشقاء والتعاسة والفشل ومعصية اللة عز وجل ويعاني اهلة واحبائة في كيفية التعامل مع مدمن القمار.
هناك أكثر من 200 مليون شخص في العالم يعانون من إدمان القمار كما ان القمار يسبب خسائر مالية تقدر بأكثر من 100 مليار دولار سنويا ويؤدي إلى زيادة معدلات الانتحار والطلاق والجريمة والعنف والفقر والمرض، التعامل مع مدمن القمار بشكل صحيح كيف يكون ؟
إذا كنت تعاني من إدمان القمار أو تعرف شخصا يعاني منه، فأنت تواجه مشكلة خطيرة تحتاج إلى حل عاجل في التعامل مع مدمن القمار.
القمار هو نوع من الادمان السلوكي الذي يتميز بالرغبة القوية والمستمرة في المخاطرة بالمال أو الممتلكات من أجل الفوز أو الحصول على متعة مؤقتة.
القمار يؤثر سلبا على حياة الشخص المدمن وحياة من حوله، فهو يسبب الخسائر المالية والاجتماعية والعائلية والمهنية والصحية. القمار أيضا يتعارض مع تعاليم الإسلام والقيم الأخلاقية، فهو يعتبر من المحرمات والمنكرات التي ينهى الله عنها ويرسل عليها العقاب في الدنيا والآخرة.
فكيف يمكنك التعامل مع مدمن القمار؟ وكيف يمكنك مساعدته على التغلب على مشكلة القمار؟ وكيف يمكنك حماية نفسك وعائلتك من آثار القمار؟
في هذا المقال، سنحاول أن نجيب على هذه الأسئلة، ونقدم لك بعض الخطوات والنصائح التي تساعدك في التعامل مع مدمن القمار، ونستعين بالأدلة العلمية والشرعية والعملية في ذلك.
صفات لاعب القمار
لاعب القمار هو شخص يعاني من إدمان القمار، وهو نوع من الادمان السلوكي الذي يتميز بالرغبة القوية والمستمرة في المخاطرة بالمال أو الممتلكات من أجل الفوز أو الحصول على متعة مؤقتة، ومن خلال التعامل مع مدمن القمار فان لاعب القمار يظهر بعض الصفات المميزة التي تعكس حالته النفسية والسلوكية، ومن بين هذه الصفات:
- الانكار: هو عدم الاعتراف بوجود مشكلة أو الحاجة إلى علاج، والتبرير أو التقليل من شأن القمار أو اللجوء إلى الأكاذيب أو الخداع لإخفاء حقيقة القمار عن النفس أو عن الآخرين.
- الاعتماد: هو الشعور بالعجز أو الضعف أو الفقدان عندما لا يمارس القمار، والحاجة الملحة إلى القمار للتغلب على المشاعر السلبية أو الواقع المؤلم أو الضغوطات النفسية أو الاجتماعية.
- الاندفاع: هو القيام بالقمار بدون تخطيط أو تفكير أو تقييم للنتائج أو العواقب، والتصرف بشكل متهور أو متسرع أو متطرف في القمار، والتحدي أو المنافسة أو الانتقام من الخاسرين أو الفائزين.
- الاستمرار: هو عدم القدرة على التوقف عن القمار أو السيطرة على كمية أو مدة أو تكرار القمار، والتمسك بالقمار رغم معرفة الآثار السلبية له على النفس أو على الآخرين، والسعي لاستعادة الخسائر أو زيادة الأرباح بالقمار.
- الانسحاب: هو الابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية أو العائلية أو الدينية أو العملية أو التعليمية أو الصحية التي كانت تملأ حياة الشخص قبل القمار، والانغماس في القمار كوسيلة للهروب أو الترفيه أو التغيير.
كيف أتعامل مع زوجي الذي يلعب القمار؟
التعامل مع مدمن القمار
إذا كنت متزوجة من شخص يعاني من إدمان القمار، فأنت تواجه تحديا كبيرا في حياتك الزوجية والأسرية وفي التعامل مع مدمن القمار فالقمار يسبب الخسائر المالية والاجتماعية والعائلية والمهنية والصحية للزوج ولك ولأولادك، لذلك، عليك أن تتعاملي مع زوجك بحكمة وصبر وحنان وحزم، وأن تساعديه على التغلب على مشكلة القمار بإذن الله، ولتفعلي ذلك، عليك أن تتبعي بعض الخطوات في التعامل مع مدمن القمار، ومن بينها:
- التواصل الفعال: هو التحدث مع زوجك بلغة الحب والاحترام والتفاهم، والاستماع إلى مشاعره وآرائه ومشاكله، والتعبير عن مشاعرك وآرائك ومشاكلك، والبحث عن حلول مشتركة ترضي الطرفين، وتجنب الاتهام أو الانتقاد أو السخرية أو العنف.
- الدعم الإيجابي: هو تقديم النصيحة والمشورة والتشجيع والمساندة لزوجك، والاعتراف بجهوده وتقدمه ونجاحه في التغلب على القمار، والثناء عليه والمدح به، والتقدير له والشكر له، والتحفيز عليه والمكافأة له.
- الضغط البناء: هو تذكير زوجك بالآثار السلبية للقمار على حياته وحياتك وحياة أولادك، وبالمسؤوليات والالتزامات التي عليه تجاهكم، وبالحقوق والواجبات التي بينكم، وبالقيم والمبادئ التي تحكم علاقتكم، وبالأهداف والطموحات التي تشاركونها، وبالتهديدات والمخاطر التي تواجهونها، وبالحوافز والفرص التي تنتظرونها.
- الحدود الواضحة: هي تحديد القواعد والشروط والمعايير التي تنظم سلوك زوجك فيما يتعلق بالقمار، والتأكيد على احترامها والالتزام بها، والمتابعة والمراقبة والتقييم لمدى تطبيقها، والتنبيه والتحذير والعقاب عند مخالفتها، والتسامح والصفح والعفو عند التوبة منها.
- الإحاطة السليمة: هي توفير البيئة والجو والظروف التي تساعد زوجك على الابتعاد عن القمار.
التعامل مع مدمن القمار
علاج إدمان القمار القهري
إذا كنت تعاني من إدمان القمار أو تعرف شخصا يعاني منه، فهناك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها في التعامل مع مدمن القمار ومع هذه المشكلة والتغلب عليها بإذن الله وهذه الخطوات هي:
1. الاعتراف بالمشكلة والاستعداد للتغيير
أول خطوة في علاج القمار و التعامل مع مدمن القمار هي الاعتراف بأنه مشكلة خطيرة تحتاج إلى حل، لا يمكنك التغلب على القمار إذا كنت تنكر وجوده أو تبرره أو تقلل من شأنه، عليك أن تواجه حقيقة أن القمار يضر بك وبمن تحبهم، وأنه يبعدك عن الله ورضاه وعليك أيضا أن تكون مستعدا للتغيير والتحسن، وأن تعزم على ترك القمار نهائيا ولا رجعة فيه.
2. البحث عن المساعدة والدعم
لا تحاول أن تواجه القمار بمفردك، فهذا قد يزيد من صعوبة التغلب عليه كما عليك أن تبحث عن المساعدة والدعم من الأشخاص الذين يهتمون بك ويحبونك، والذين يمكنهم تقديم النصيحة والمشورة والتشجيع والمساندة لك وهؤلاء الأشخاص قد يكونون من أفراد عائلتك أو أصدقائك أو معارفك أو مرشديك الدينيين أو النفسيين لذا عليك أن تثق بهم وتفتح لهم قلبك وتطلب منهم المساعدة عندما تحتاج إليها كما عليك أن تتجنب الأشخاص الذين يشجعونك على القمار أو يلعبون معك أو يسهلون عليك الوصول إليه.
3. الالتزام بالعلاج النفسي والسلوكي
القمار هو اضطراب نفسي وسلوكي يحتاج إلى علاج متخصص من قبل محترفين مؤهلين وهناك عدة أنواع من العلاجات النفسية والسلوكية التي تهدف إلى مساعدة المدمن على فهم أسباب وآثار القمار و التعامل مع مدمن القمار وتعليمه كيفية التعامل مع الرغبات والمشاعر والأفكار المرتبطة بالقمار، وتغيير سلوكه وعاداته ونمط حياته بما يخدم ترك القمار والابتعاد عنه. بعض هذه العلاجات هي:
العلاج السلوكي المعرفي:
هو علاج يركز على تحديد وتصحيح المعتقدات والتفكير الخاطئ الذي يدفع الشخص إلى القمار، وتعزيز المهارات والاستراتيجيات اللازمة لمقاومة الإغراءات والتعامل مع المواقف الصعبة والضغوطات النفسية والاجتماعية.
العلاج الجماعي:
هو علاج يتم فيه جمع مجموعة من المدمنين على القمار في جلسات مشتركة، حيث يتبادلون تجاربهم ومشاكلهم وحلولهم، ويتلقون الدعم والتفاعل والتعلم من بعضهم البعض، ويشعرون بأنهم ليسوا وحدهم في معاناتهم.
العلاج العائلي:
هو علاج يشمل المدمن وأفراد عائلته، حيث يتم توضيح الآثار السلبية للقمار على العلاقات العائلية، وتحسين التواصل والتفاهم والتعاون بينهم، وتعزيز الدور الإيجابي للعائلة في دعم المدمن ومساعدته على التعافي و الطريقة الصحيحة في التعامل مع مدمن القمار.
4. الاستعانة بالله والتوبة الصادقة
القمار هو ذنب عظيم في الإسلام، وهو يغضب الله ويحرم الشخص من البركة والرحمة والنجاة. لذلك، على المدمن أن يستعين بالله ويتوب إليه توبة نصوحا، ويندم على ما فعله من ظلم لنفسه ولغيره، ويعزم على عدم العودة إلى القمار أبدا، ويقوم بالأعمال الصالحة التي تمحو السيئات وتزيد الإيمان.
5. الابتعاد عن الأسباب والمحفزات للقمار
القمار لا يحدث من فراغ، بل هناك بعض الأسباب والمحفزات التي تدفع الشخص إلى القمار أو تجعله يستمر فيه. على المدمن أن يتعرف على هذه الأسباب والمحفزات، وأن يحاول الابتعاد عنها قدر الإمكان، وأن يحل محلها بأشياء أخرى أفضل وأنفع. من بين هذه الأسباب والمحفزات:
- الفراغ والملل والروتين وعدم وجود هدف أو طموح في الحياة، فهذا يجعل الشخص يبحث عن التسلية والترفيه والتغيير في القمار، وينسى أن القمار هو مصدر للشقاء والتعاسة والفشل.
- الضعف النفسي والانكسار واليأس والحزن والقلق والخوف والغضب والإحباط والاكتئاب وغيرها من المشاعر السلبية التي تصيب الشخص بسبب مشاكله أو ظروفه أو تجاربه الصعبة في الحياة، فهذا يجعله يلجأ إلى القمار كوسيلة للهروب من الواقع أو التخفيف من الألم أو البحث عن السعادة والراحة، وينسى أن القمار هو سبب لزيادة المشاكل والألم والحرمان.
علاج إدمان القمار بالقرآن
من بين هذه الأعمال الصالحة التي تساعد في علاج إدمان القمار بالقرآن والتعامل مع مدمن القمار ومساعدتة على التحسن بشكل افضل هي:
- قراءة القرآن والتدبر في معانيه والعمل به، وخاصة الآيات التي تحرم القمار وتبين شره وعقابه، مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 90-91].
- أداء الصلوات الخمس في أوقاتها وبخشوع وتمام، والاستغفار والدعاء بعد كل صلاة، وطلب العفو والمغفرة والهداية والشفاء من الله.
- صيام الأيام المستحبة، مثل الاثنين والخميس، والأيام البيض، وشهر رمضان، وعشر ذي الحجة، وعاشوراء، وغيرها، فإن الصيام يقوي النفس ويكفر الذنوب ويزيل الشهوات.
- صدقة الفقراء والمساكين والمحتاجين والمدينين والمجاهدين وغيرهم من أهل الحقوق، فإن الصدقة تطفئ غضب الرب وتزيد الرزق وتنمي الخير وتمحو الإثم.
- الذكر والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الذكر ينير القلب ويطمئن الروح ويبعد الشيطان ويقرب من الله.
- الاستماع إلى الخطب والمحاضرات والدروس الدينية التي تبين حكم القمار وأضراره وطرق العلاج منه، والاستفادة منها والعمل بها.
- الانضمام إلى الجماعات والمنظمات والمراكز الإسلامية التي تهتم بمساعدة المدمنين على القمار وتقديم البرامج والخدمات اللازمة لهم، والمشاركة في أنشطتها وفعالياتها.
خاتمة التعامل مع مدمن القمار
في الختام، نأمل أن يكون هذا المقال قد أفادك في التعامل مع مدمن القمار، وأن يكون قد أوضح لك بعض الخطوات والنصائح التي تساعدك في مساعدته على التغلب على مشكلة القمار، وأن يكون قد استند إلى الأدلة العلمية والشرعية والعملية في ذلك.
نسأل الله أن يشفي جميع المدمنين على القمار، وأن يهديهم إلى الطريق الصحيح، وأن يرزقهم السعادة والراحة والنجاح في الدنيا والآخرة. آمين.
