الإدمان هو مصيبة العصر التي بالكاد يستطيع أن يفلت منه بعض الناس، وذلك بسبب المغريات والمميزات التي يقدمها للشخص في البداية ومن ثم الاعتماد الجسدي والنفسي عليه، لذلك فأن قرار التعافي يحتاج إلى عزيمة وإرادة عالية نواجهه بها هذا البلاء الذي يقف عائقًا في تقدم الفرد والمجتمع، لذا من خلال مستشفى الحرية للطب النفسي وعلاج الإدمان نناقش معكم خطوات التعافي من الإدمان وكل ما يخص هذا الأمر.
تشخيص المدمن قبل بدء رحلة العلاج
تشخيص حالة المدمن هي أمر مهم للغاية في خطوات التعافي من الإدمان، وإهمالها يمكن أن يتسبب في زيادة المدة اللازمة للتعافي أو اختيار طريقة غير مناسبة للعلاج، لذلك من المهم خلال التشخيص الاهتمام بالنقاط التالية:
- طلب فحوصات لمعرفة تركيز المخدر في الجسم.
- سؤال المدمن عن كمية المخدر وعدد الجرعات خلال اليوم ومدة التعاطي.
- حالة الجسم الصحية ومدى تأثير المخدر على الأعضاء الرئيسية مثل الكبد والكلى.
خطوات التعافي من الإدمان داخل المركز العلاجي
تبدأ خطوات التعافي من الإدمان عندما يقتنع الشخص بضرورة بدء العلاج والتخلص من الإدمان، وخلال هذه الخطوة يجب التوجه إلى مركز علاج إدمان والبدء في خطوات التعافي من الإدمان التالية:
1_ جلسة حوار أولية
تتم هذه الجلسة بين الطبيب والمدمن أو أحد أفراد عائلته، ويناقش فيها الطبيب بعض المعلومات العامة حول حالة المريض، ومن أبرز هذه النقاط:
- الحالة الإدمانية للمريض.
- مدة العلاج الكلية والمدة التي يتحتاج أن يقضيها داخل المستشفى.
- وضع خطة لعلاج الاضطرابات الناتجة عن التعاطي سواء كانت نفسية أو جسدية.
2_ برنامج إزالة السموم من الجسم
- تعتبر إزالة السموم هي أحد أهم وأصعب خطوات التعافي من الإدمان لما فيها من أعراض انسحابية مزعجة.
- يجب أن يمكث المدمن في المستشفى خلال هذه المدة تحت إشراف طبي مستمر للسيطرة على الأعراض الانسحابية.
- تختلف المدة اللازمة لإزالة السموم حسب نوع المخدر ودرجة الإدمان والحالة الصحية للمريض.
3_ العلاج المعرفي السلوكي
العلاج المعرفي السلوكي أو ما يعرف بالعلاج النفسي هو خطوة أساسية من خطوات التعافي من الإدمان، وذلك لأنه يهتم بعدة محاور أساسية كالتالي:
- التحدث مع المريض عن الأسباب والدوافع التي جعلته يقع في فخ الإدمان.
- مساعدة المدمن في إدراك السلوكيات الخاطئة ومحاولة تعديلها.
- تعلم كيفية السيطرة على المحفزات للإدمان والتعامل معها بشكل واعي.
- تغيير وعي المريض وافكاره للعودة إلى حياة صحية بعيدًا عن الإدمان.
4_ برنامج 12 خطوة
أحد أشكال العلاج الجماعي والذي يعتمد على ترسيخ بعض القناعات في عقل المدمن ومنها إنكار الإدمان ومحاولة البعد عنه، بالإضافة إلى التفكير الإيجابي في التعافي والاستعانة بالله والأسرة.
يكون العلاج عبارة عن انتقال من التقبل إلى الاستسلام وينتهي بالاقتناع والمشاركة في اجتماعات المساندة والدعم بين المتعافين وبعضهم.
5_ الأدوية
تستخدم الأدوية في علاج الأعراض الانسحابية أو علاج الأمراض والاضطرابات الناتجة عن الإدمان، وتختلف أنواع الأدوية المستخدمة ومدة استخدامها حسب المادة المسببة للإدمان، ومن أبرز الأدوية المستخدمة خلال علاج الإدمان ما يلي:
- نالتريكسون (Naltrexone).
- ديسفلفرام (Disulfiram).
- أكامبروسيت (Acamprosate).
- بعض الأدوية المضادة للاكتئاب واضطراب القلق.
- الأدوية المستخدمة في علاج الأضرار الجسدية الناتجة عن الإدمان والتي قد تكون مزمنة.
المدة اللازمة للتعافي من الإدمان
عند البدء في خطوات التعافي من الإدمان يتساءل الكثير من المدمنين وأسرهم عن المدة التي يحتاجها الشخص للتخلص من الإدمان بشكل نهائي، ولكن هذه المدة لا يمكن تحديدها في المطلق بل تختلف من شخص لأخر ومن نوع مخدر إلى آخر حيث:
- تحدد مدة العلاج الأولية عن طريق أحد المختصين تبعًا للبرنامج العلاجي المحدد للحالة.
- كلما زادت مدة المكوث في المستشفى في المرحلة الأولى لعلاج الإدمان كلما كانت النتائج أفضل ومدة العلاج أقصر.
- تقدر المدة الكاملة والأفضل للمكوث في المستشفى هي 3 أشهر بعيدًا عن الدوافع المرتبطة بالإدمان وأصدقاء السوء.
- تتأثر مدة علاج الإدمان بنوع المخدر وطول مدة التعاطي ومدى تأثير المخدر على صحة الشخص.
نسبة التعافي من الإدمان
التقدم العلمي والتطور الطبي الحادث في مجال علاج الإدمان ارتفعت نسب التعافي وفي المقابل انخفضت نسب الانتكاس بشكل واضح وملحوظ، وأصبح من الممكن الحفاظ على التعافي مدى الحياة، فتنقسم رحلة العلاج كالتالي:
- إزالة السموم وتمثل 30% من العلاج، وتقدر نسب النجاح فيها 100% وتكون عبارة عن 10 أيام أو أسبوعين.
- العلاج النفسي والتقويم السلوكي وتمثل 70% من العلاج وتستمر هذه المرحلة لمدة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر، وتكون نسب النجاح ما بين 70% إلى 80%.
العوامل التي تساعد في زيادة نسب التعافي
هناك بعض العوامل التي يجب الانتباه والسعي لتطبيقها خلال خطوات التعافي بغرض زيادة فرص نجاح العلاج، ومن أبرز العوامل التي تساعد في رفع نسب العلاج التالي:
- الإسراع في بدء العلاج.
- الاهتمام بعلاج الأسباب المؤدية إلى الإدمان مما يقلل من فرص الانتكاس بعد التعافي.
- اختيار مركز أو مستشفى موثوق لتلقي العلاج.
- الاهتمام بالعلاج النفسي.
- التأهيل السلوكي لمواجهة المجتمع.
- ضرورة وجود بيئة داعمة.
- علاج الأمراض النفسية والجسدية المصاحبة للإدمان.
- ممارسة الرياضة وملء وقت الفراغ.
موضوعات ذات صلة
علاج الإدمان بسرية
[ilink l=”https://www.mentalhospital.net/%d8%ae%d8%b7%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d9%84%d8%a7%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%af%d9%85%d8%a7%d9%86/”]
مواجهة الانتكاس
خطوات التعافي من الإدمان
الانتكاس بعد التعافي هو أمر شائع في بعض الحالات ولا يعني فشل العلاج وإنما يرجع ذلك إلى نوع الإدمان والظروف التي مر بها الشخص، ويجب على الشخص في هذه الحالة العودة لما تعلم خلال علاج الإدمان وكيفية التغلب على المحفزات للرجوع إلى الإدمان.
ويمكن اتباع بعض النصائح التي تساعد في التصدي للانتكاس، والتي تتلخص فيما يلي:
- طلب المساعدة من مختص عند الحاجة.
- البعد عن الأماكن والأشخاص المرتبطين بالتعاطي وفترة الإدمان.
- تجنب المحفزات التي تدفع الشخص إلى الرجوع إلى الانتكاس.
- ممارسة الانشطة والتمارين الرياضية بالإضافة إلى تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق.
- الحرص على الانشغال الدائم بأهداف يومية بسيطة، وذلك لأن الفراغ أحد مداخل الانتكاس.
- التواصل مع الآخرين وطلب الدعم من الأسرة.
أضرار عدم علاج الإدمان
عدم علاج الإدمان هو دمار مؤقت لحياة الفرد وينتج عنه العديد من الأضرار التي تؤثر سلبًا على حياة المريض ومن حوله كالتالي:
- أضرار نفسية، مثل: اضطراب القلق والتوتر، الاكتئاب، والميول الانتحارية.
- أضرار جسدية، مثل: الإصابة بالأمراض العصبية والقلبية، أو التهاب الأعصاب وتلفها.
- أضرار على المستوى الاقتصادي، مثل: الإفلاس والاقتراض والديون.
- أضرار اجتماعية وتشمل دمار العلاقات الأسرية والصداقات، قد يصل الأمر إلى عمل مشاكل كبيرة تؤدي إلى السجن.
دور الأهل في رحلة علاج الإدمان
لا يمكن إهمال دور الأهل في خطوات التعافي من الإدمان وبعد تمام التعافي، فالعائلة والأصدقاء الدور الأكبر في عودة الثقة بالنفس والحياة الطبيعية، وفيما يلي نقدم للأهل بعض النصائح لدعم المدمن خلال وبعد التعافي:
- عدم فرض الرأي واستبداله بالنقاش الحوار الإيجابي.
- تعزيز الثقة بالنفس.
- عدم التذكير بأخطاء الماضي خلال الإدمان واللوم عليها.
- احترام خصوصية الفرد.
- التحدث عن سلبيات الإدمان والحالة التي كان عليها خلال الإدمان.
- الثناء على المجهود المبذول لترك الإدمان وتغير السلوكيات الخاطئة.
- الصبر وعدم التذمر عندما يكون التقدم بطيء.
- التحفيز على ممارسة الأنشطة والرياضات.
- التحفيز على تكوين علاقات اجتماعية جديدة.
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3