لم أكن أدري أن زوجي مدمن علي الكبتاجون حتى سمعته يتحدث بصوت مبحوح ومنكسر، وهو يقول لي: “لا أستطيع أن أعيش هكذا، فالكبتاجون هو الصديق الوحيد الذي يمنحني الفرح والنشوة، ولا أقوى على الانفصال عنه كما إنه يملكني ويحكمني، وينسيني كل ما أعانيه من ضيق وألم”.
فنظرت إليه بعينين مليئتين بالرأفة والقلق، وقلت له: “هذا ليس صديقاً، بل عدواً خبيثاً، الكبتاجون لا ينسيك شيئاً، بل يزيدك شقاءً وبؤساً، ويباعدك عمن تحبهم ويحبونك، ويهدم حياتك ومستقبلك و أنت بحاجة إلى علاج طبي ونفسي يخلصك من هذه السموم، وأنا معك لأعينك وأسندك”.
الإدمان على المخدرات هو مرض خطير يصيب الفرد والأسرة والمجتمع. ومن بين المخدرات التي تنتشر بشكل كبير في بعض الدول العربية هو الكبتاجون، وهو نوع من الحبوب المنبهة للمخ والجهاز العصبي.
يتعاطى الكبتاجون بعض الأشخاص للحصول على شعور بالنشاط والقوة والثقة والسعادة، ولكن هذا الشعور يكون مؤقتا ويتبعه انهيار واكتئاب وتوتر وقلق وألم. كما يسبب الكبتاجون أضرارا جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية ودينية للمدمن ولمن حوله.
إذا كنتِ زوجة لمدمن على الكبتاجون، فأنتِ تعيشين في موقف صعب ومؤلم، و ربما تشعرين بالحزن والخوف والغضب واليأس والحيرة، ربما تتساءلين أيضا عن سبب إدمان زوجك وعن مستقبل علاقتكما وعن مصير أولادكما، ربما تحاولين مساعدة زوجك على التخلص من الإدمان ولكن دون جدوى ، وربما تواجهين صعوبات في التعامل مع تصرفاته ومزاجه وعنفه. ربما تشعرين بالعجز والضعف والوحدة.
لكن لا تفقدي الأمل، فهناك حلول وخيارات ممكنة للتغلب على هذه المشكلة. في هذا المقال، سأحاول أن أقدم لك تجربتي الناجحة مع زوجي مدمن علي الكبتاجون وايضا النصائح والإرشادات التي قد تساعدك في التعامل مع زوجك المدمن وإقناعه بالعلاج والتعافي.
كان زوجي يعمل في شركة كبيرة ويحقق نجاحات كثيرة في عمله. كنا نعيش حياة مرفهة ومستقرة. لكن في يوم من الأيام، تعرض زوجي لضغوط شديدة في العمل وبدأ يشعر بالتوتر والقلق. لم يستطع التعامل مع المشاكل بطريقة صحية، فلجأ إلى تعاطي الكبتاجون ليهرب من واقعه.
في البداية، لم أنتبه لتغير سلوكه وكنت أظن أنه مجرد مرهق أو متعب. لكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ أنه أصبح عصبيا وعدوانيا ومنعزلا و كان يكذب علي ويخفي أمورا كثيرة عني، كان يغيب عن العمل وينفق أموالا طائلة على شراء الحبوب. كان يتجاهل ابنتنا الصغيرة ويعاملها بقسوة و كان يعاني من أعراض انسحابية مثل الصداع والتعرق والرعشة والهلاوس.
لم أستطع تحمل هذا الوضع، فقررت مواجهته بحقيقة إدمانه. كان رد فعله سلبيا جدا، نفى أنه مدمن واتهمني بأنني أريد تدمير حياته، و رفض الاستماع إلى نصائحي أو طلباتي كما حاولت أن أظهر له الحب والتعاطف والدعم، لكنه كان متمسكا بالمخدر ومتعنتا في رفض العلاج.
لم أيأس من محاولة إنقاذه، فبحثت عن معلومات عن كيفية التعامل مع زوجي مدمن علي الكبتاجون كما تعلمت أنه يجب أن أكون هادئة وصبورة ومصرة. تعلمت أنه يجب أن أتعرف على أسباب تعاطيه وأساعده على حلها و تعلمت أنه يجب أن أقارن بين حياته السابقة والحالية وأبين له الأضرار التي يسببها الكبتاجون له ولعائلته كما تعلمت أنه يجب أن أبعده عن العوامل المشجعة على التعاطي مثل الأصدقاء السيئين أو الأماكن الخطرة. تعلمت أنه يجب أن أطلب له المساعدة الطبية من مراكز علاج الإدمان في مصر.
بعد عدة محاولات فاشلة، نجحت أخيرا في إقناع زوجي مدمن علي الكبتاجون بالذهاب إلى مركز علاج الإدمان المناسب لحالته وهو مركز الحرية. هناك، خضع لبرنامج علاجي شامل يتضمن سحب السموم والعلاج النفسي والتأهيل السلوكي.
تلقى زوجي مدمن علي الكبتاجون الرعاية والمتابعة اللازمة من الأطباء والممرضين والمستشارين. تعرف على مرضى آخرين يعانون من نفس المشكلة وتبادل معهم التجارب والنصائح. تعلم كيف يتحكم في رغبته في التعاطي ويواجه المشاكل بشكل إيجابي. تعلم كيف يعيد بناء حياته الشخصية والمهنية والاجتماعية.
بعد ستة أشهر من العلاج، خرج زوجي من المركز متعافيا ومتجددا، و كان وجهه يشع بالصحة والسعادة وكان متحمسا للعودة إلى عمله واستعادة مكانته. كان متحمسا للعودة إلى عائلته واستعادة حبهم. كان ممتنا لي على أنني لم أتخلى عنه وساندته في أصعب لحظاته و كان يعتذر لي عن كل ما فعله من ظلم وجرح. كان يعتذر لابنتنا عن كل ما فاتها من حنان ورعاية.
الآن، نحن نعيش حياة جديدة مليئة بالأمل والسلام. نحن نتقاسم كل شيء مع بعضنا البعض. نحن نتحدث عن مشاعرنا وأحلامنا وخططنا، ونحن نتعاون في تربية ابنتنا وتوفير لها بيئة صحية وسعيدة. نحن نتمتع بأنشطة ترفيهية وثقافية معا. نحن ندعم بعضنا البعض في كل خطوة نخطوها. نحن نحب بعضنا البعض أكثر من أي وقت مضى.
هذه هي تجربتي مع زوجي مدمن علي الكبتاجون وأتمنى أن تكون مصدر إلهام وتشجيع لكل من يعاني من هذا الداء اللعين. أقول لكم: لا تستسلموا للإدمان، فهناك دائما طريق للتعافي، لا تخافوا من طلب المساعدة، فهناك دائما من يمد لكم يد العون ،لا تفقدوا الأمل، فهناك دائما نور في آخر النفق.
هذا هو أحد الأسئلة الشائعة التي تطرحها الزوجات المتعايشات مع مدمني الكبتاجون، ووفقا لموقع إسلام ويب للفتاوي ، فإن طلب المرأة الطلاق من زوجها المدمن على المخدرات جائز ، لأن حال زوجها غير مرضية ، ويعتبر ذلك من الضرر الذي يجوز للمرأة طلب الطلاق فيه.
ولكن يستحب لها أن تصبر عليه وتنصحه وتحاول تصليح حاله إذا أمكن ذلك ، وأن تراعي مصلحة أولادها إن كان لها منه أولاد. وإذا طلبت منه الطلاق ، فإن الأولاد يتبعونها إذا كانوا دون سبع سنين ، ويلزم الوالد بالإنفاق عليهم. وهذا ما أجاب به الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في إحدى الفتاوى.
الكبتاجون هو مخدر يسبب الإدمان والتأثيرات السلبية على الصحة والحياة الزوجية. إذا كنت تعانين من مشكلة زوجي مدمن علي الكبتاجون، فإليك بعض النصائح التي قد تساعدك على التعامل معه وإقناعه بالعلاج:
هذه بعض النصائح التي قد تساعدك على التعامل مع الزوج مدمن الكبتاجون، و اعلمي أن العلاج ممكن وأن الأمل موجود لذا لا تستسلمي ولا تيأسي وكوني قوية وصبورة، اتمنى لكي كل التوفيق.
وفي ختام زوجي مدمن علي الكبتاجون اود ان أخبركم أن هذه ليست قصة حزينة فقط، بل هي قصة مليئة بالأمل والتفاؤل، فقد أخبرتكم كيف تعاملت بشكل سليم مع زوجي مدمن علي الكبتاجون و نجحت في إقناع زوجي مدمن علي الكبتاجون بالذهاب إلى مركز علاج الإدمان والخضوع لبرنامج علاجي شامل كما أخبرتكم كيف تعافى زوجي من إدمانه واستعاد صحته وعقله وحياتة و كيف عادت حياتنا السعيدة والمستقرة و كيف أصبحنا أسرة متحدة ومتعاونة ومتحبة.
هذه قصة حقيقية، وليست خيالية، هذه قصة عن الحب والصبر والإرادة. هذه قصة عن التغلب على الإدمان واستعادة الأمل، هذه قصة عني وعن زوجي مدمن علي الكبتاجون وعن بيتنا وأبنتنا الصغيرة.
مستشفى الحرية للطب النفسى وعلاج الادمان هي من أهم المستشفيات الرائدة فى علاج جميع حالات الادمان بأحدث الاساليب المتطورة والطرق العلاجية الحديثة
مدينة الفيوم – مصر
info(@)mentalhospital.net
0020-10-06222144
Designed by Horeya Dev