علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب فكرة تستحق النقد والهدم !
تتعدد طرق علاج الإدمان ومن أشهرها علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب، والذي يعد الطريق الأوحد لبعض الأشخاص الذين لديهم تخوف من علاج الإدمان في المصحات العلاجية، ففي المجتمعات الذين لا يزالوا ينظروا إلى المدمن بأنه المجرم الذي يستحق الإقصاء والإبعاد؛ حتى لا تنتقل العدوى ولا يرون أملًا في إصلاحه وعودته في المجتمع، والتخوف من الفضيحة بأن لديهم شخص مدمن في الأسرة وضياع المكانة الاجتماعية.
لذا خشيتهم من اكتشاف أمرهم؛ لذا يرغبون في علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب في المنزل، ومن خلال هذا الموضوع حول علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب سنتطرق للعديد من المحاور والنقاط الهامة التي تخص ملف علاج الادمان.
في حقيقة الأمر موضوع علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب من أهم المواضيع التي تحتاج إلى تسليط الضوء؛ من أجل تصحيح المفاهيم ومحاولة منا في توجيه الأشخاص إلى الطريق الصحيح للتعافي، والتعرف علي المرض بشكل صحيح؛ لأن مرض الإدمان ليس مرضاً هيناً، وإن كان الدخول إلى طريق الإدمان والتعاطي هيناً، إلا أن الخروج من طريق المخدرات من الصعوبة بمكان.
نحن في مستشفى الطب النفسي وعلاج الإدمان لدينا أحدث وأفضل طرق علاج إدمان المخدرات من خلال مجتمعات علاجية متكاملة، وتوفير البيئة العلاجية التي تساعد على التعافي مع رواد وخبراء علاج الإدمان في مصر والشرق الاوسط.
أما فكرة علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب فهي فكرة وهمية تماماً مهما كانت نوعية المخدرات فإن علاج إدمان الحشيش بالأعشاب لا يختلف عن علاج إدمان الترامادول بالأعشاب كذا عن علاج إدمان الهيروين بالأعشاب، فإن تلك الفكرة غير صائبة على الإطلاق إلا السير في طريق وهمي ونهايته الفشل الذريع، ولعلك تتعرف معنا من خلال الموضوع على العديد من الأمور والمحاور التي تؤيد تلك الوجهة.
مرض الإدمان
الإدمان على المخدرات أحد الكوارث التي ابتليت بها جل المجتمعات، فهو من الأمور الخطيرة التي تفشت في المجتمع في الأونة الأخيرة، والتي تهدد حياتنا جميعاً فلم تزل المخدرات تنتشر في العالم وأصبح شعار كل ما هو جديد في أسواق الإدمان، فلا يكاد يختفي مخدر إلا وجاء أخر ليحل محله وينعش سوق الإدمان.
حين اختفت حبوب الترامادول في الأسواق نوعًا ما بدأت حبوب ليريكا وحلت محلها وليرولين البديل غير الشرعي لحبوب ليريكا وغيرها من العقاقير المخدرة، والتي تفشت بشكل كبير في المجتمع فلم يعد إدمان المخدرات مقتصراً على المخدرات التقليدية كالإدمان على الحشيش وإدمان الهيروين، بل من خلال إحصائيات الخط الساخن لعلاج الإدمان 16023 لعلاج الإدمان بالمجان، والذي أكد أن أغلب الأشخاص الذين يتواصلون من أجل علاج إدمان الترامادول، ومن ثم علاج إدمان الحشيش و يليه علاج الإدمان من الهيروين البودرة القاتلة.
ما هي أسباب الإدمان على المخدرات؟
لا شك أن التعرف على أسباب تعاطي المخدرات وحماية الأفراد من الدخول إلى عالم الادمان أهون بكثير من علاج الإدمان، والذي لا يعد طريقاً وردياً فلا شك أن علاج إدمان المخدرات لن يكون أمراَ هيناً في ظل العديد من العقبات التي تعترض طريق الوصول إلى التعافي من الادمان، فبدلًا من البحث عن علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب أو غيرها من طرق علاج الإدمان فلما لا يكون بينا وبين الدخول إلى هذا العالم المظلم حوائل تحول بيننا وبين طرق الشر من خلال الوقاية من الإدمان على المخدرات.
أسباب الإدمان على المخدرات كثيرة ومتشعبة، وتختلف تلك الأسباب من شخص لآخر؛ بحسب الظروف والبيئة التي تحيط به ومن يتحدث عن أسباب الإدمان يتكلم في كتابته بحسب وجهة نظره هو، فالبعض يربط أسباب التعاطي بكونها مشكلة اجتماعية والبعض يرى أن مشكلة التعاطي مشكلة اقتصادية، وأن الدافع للإدمان نواحي مادية إما الفقر والبطالة أو الغنى الفاحش، والبعض يربط أسباب تعاطي المخدرات بأسباب مرضية إلى غيرها من الأمور التي تتعلق بالإدمان على المخدرات، ومن خلال هذا المحور من موضوعنا حول علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب” سنتطرق لذكر أبرز أسباب التعاطي والإدمان والتي تتمثل فيما يلي:-
- ضعف الوازع الديني وعدم الاكتراث واللامبالاة بتربية الأبناء على المراقبة والخوف من معصية الله وتعدي حدوده.
- التفكك الأسري وغياب الرقابة الأسرية.
- الشجار الأسري والخلافات الزوجية، والتي تصل إلى حد الطلاق ونشأة الطفل في أسرة الأب في واد والأم في واد آخر وهنا يكون الطريق إلى الإدمان أسهل.
- رفقة السوء وهي أهم أسباب الإدمان، وقد أكدت الدراسات أن رفقاء السوء هم العامل الأكبر في دخول الأشخاص إلى عالم الإدمان والتعاطي وقرابة 80% ممن وقع في فخ الإدمان على المخدرات بسبب رفقاء السوء.
- غياب الوالدين عن الأسرة فترة طويلة أو سفر الأسرة للخارج بشكل كبير.
- السفر إلي الخارج بدون وجود الأسرة وفي مجتمعات ينتشر فيها الخمور والمخدرات.
- التجربة وحب الاستطلاع والتي تجعل الكثير من المراهقين والشباب يقع في فخ الإدمان، فالفضول وحب التجربة يدفعهم إلى تجربة المخدرات، وفي الواقع تلك التجربة قد تكون بداية حقيقة للدخول إلى عالم الإدمان.
- الترويج للعلاقة بين المخدرات والجنس فكم من شخص وقع في فخ الإدمان على الحشيش بسبب العلاقة الموهومة بين الحشيش والجنس، أو العلاقة بين الترامادول والجنس وحبوب ليريكا والجنس وغيرها من الأوهام التي تتعلق بالمخدرات.
- إدمان الدواء فالكثير من الأدوية الطبية التي يتناولها الأشخاص ويساء استخدامها من الأسباب التي تؤدي إلى الإدمان علي المخدرات، وفي الواقع علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب في حالة إدمان الدواء ربما يحدث تداخل بين الأدوية وبين الاعشاب، ويحدث مضاعفات خطيرة لذا لابد من الرجوع إلى المختصصين في علاج الإدمان.
- الحالة الاقتصادية والفقر والذي قد يدفع العديد من الأشخاص إلى عالم المخدرات ظنا ً منه إنها الطريق الأقرب للسعادة، ولا يدري أنه يذهب إلى عالم من الضيق والقلق والاكتئاب، فلحظات السعادة لا تدوم طويلًا وسرعان ما تزول في عالم المخدرات.
مخاطر علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب
أما عن فكرة علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب فاإها تحمل العديد من المخاطر، وليس كما يعتقد الكثير من الأشخاص بأنها طريق أمن للتعافي، لكن تحمل تلك الظاهرة خطرين داهمين هما:-
أولاً:- كثير من الأحيان شركات علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب لا تكون قائمة علي الأسس العلمية والطبية السليمة، بل قد تجد القائم على تلك الشركات لا علاقة له البته بالطب البديل وعلاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب وعلم النبات.
ثانياً:- من أبرز مخاطر فكرة علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب هي أن بعض تلك الشركات المروجة للفكرة تستعمل في منتجاتها العديد من المواد الخطيرة على الصحة النفسية والجسدية للأشخاص، والتي قد تكون أشد فتكاً بالإنسان من المواد المخدرة نفسها.
ثالثاً:- طريق علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب يفشل في نهاية المطاف ومن هنا يشعر الشخص المدمن بالإحباط والفشل، ومن ثم عدم الرغبة في السير في طريق آخر للعلاج من الإدمان ومن ثم البقاء في طريق الإدمان.
رابعاً :- طول مدة علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب فانها تؤخر في سعي الاشخاص في طريق العلاج من الادمان بشكل صحيح من خلال مراكز علاج الإدمان.
كم مدة علاج مدمن المخدرات؟
هناك العديد من العوامل والمتغيرات التي تؤثر على مدة علاج الإدمان من طول مدة الإدمان على المخدرات، وكمية السموم في الجسم تعتمد عليها، وحالة الجسم وقدرة جهازي الكبد والكلى على التخلص من السموم في الجسم، بالإضافة إلى المرحلة العمرية مع سعي الشخص المدمن في طريق الادمان على المخدرات وغيرها من العوامل والمتغيرات التي تؤثر على مدة علاج مدمن المخدرات، ولكن مهما كانت مدة العلاج من الإدمان فإن الشخص المدمن المريض يجب أن يضع نصب عينه تجاه طريق التعافي، والوصول إلى مرحلة التعافي والعلاج من الإدمان مها كانت المدة العلاجية، فإنه يجب أن يكون الهدف الأسمى له أن يصل الي مرحلة التخلص من الإدمان نهائياً.
بشكل عام فإن أقل مدة لعلاج مدمني المخدرات هي ثلاثة أشهر، أما أفكار علاج الإدمان في 7 أيام أو علاج الإدمان في 28 يوم ففي حقيقة الأمر قد تستمر مدة علاج الأعراض الانسحابية للمخدرات قد تصل الي 28 يوم في حال وجود اضطرابات نفسية وذهانية مصاحبة لمرض الادمان، ومن هنا فقد يحتاج مريض الإدمان من أجل الوصول إلى مرحلة التعافي والعلاج من الإدمان فإن الشخص قد يحتاج إلى سنة؛ من أجل الوصول إلى التعافي والقدرة على العودة إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي بعيداً عن طريق الإدمان وفخ الظلام.
أقرأ أيضًا: علاج إدمان الكحول بالأعشاب
أدوية علاج الإدمان
هناك العديد من فوائد ادوية علاج الادمان في طريق التعافي فتلك الادوية والعلاجات الطبية لها دور كبير في إصلاح ما أفسدته المخدرات في الدماغ، بالإضافة إلى التخفيف من حدة الأعراض الانسحابية للمخدرات، كما أن تلك أدوية علاج الإدمان من المخدرات لها دور كبير التقليل من التوق إلى المخدرات، فمن هنا فلا يعتمد عليها في مرحلة سحب السموم وعلاج أعراض انسحاب المخدرات في الجسم بالإضاقة، بل إن تلك الأدوية والعقاقير الطبية لها دور كبير في مساعدة الأشخاص في الحفاظ على التعافي.
أما عن أشهر أسماء أدوية علاج الإدمان فتتمثل في أدوية البوبرينورفين والميثادون وعقار النالتريكسون، إلا أن تلك الأدوية والعقاقير الطبية لا يتم استعمالها إلا من خلال الرجوع إلى المختصين في المراكز والمصحات العلاجية؛ حتى لا يعاني الشخص من مخاطر إساءة استعمال العقار فإن الميثادون يؤدي إلى الإدمان، ومن هنا ففي حال الرغبة في العلاج من الإدمان فعلينا التواصل مع مختصي وخبراء علاج الادمان.
وفي نهاية حديثنا عن علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب
هل فكرة علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب صحيحة؟ وان كانت بعض الاعشاب لها دور في تخليص الجسم من السموم والتخلص من المخدرات في الجسم إلا أن مرض الإدمان مرض مزمن، وهو لا يعني المخدرات فحسب فهناك السلوكيات والأفكار السلبية المتعلقة بالإدمان، ولذا لا يستطيع الأشخاص الإقلاع عن المخدرات من خلال بعض النباتات العشبية، بل لابد من خضوع المريض إلى العلاجات النفسية والسلوكية.
قد كان الإعتماد علي الأعشاب في قديم الزمان، إذ لا يوجد إلا تلك الطريقة للتعافي والعلاج من الإدمان وليس ثمة برامج علاجية أخرى في طريق التعافي أمامهم، إلا اأه في الوقت الحالي فقد تغيرت الأمور تماماً، وتقدم الطب النفسي وتوافر العديد من برامج علاج الإدمان فإن فكرة علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب ليست طريق صحيح للتعافي، ولذا مريض الإدمان عليه أحد المصحات والمراكز العلاجية فهي الطريق الأمثل للتعافي والعلاج من الإدمان.
المصادر
