علاج الإدمان بخطوات بسيطة
تتكون الخطة العلاجية من مجموعة من العناصر التي يتم تحديدها من اجل أن تناسب ظروف الاشخاص المرضى من الناحية الصحية والإجتماعية ونوعية وشدة المادة المخدرة التي يتعاطاها ولذا بالرغم من الحديث عن علاج الإدمان بخطوات بسيطة إلا أن علاج إدمان الحشيش يختلف عن الهيروين وكل مخدر يختلف عن الآخر من حيث المدة العلاجية وما يعانيه المريض في رحلة التعافي .
خطة علاج الإدمان
حيث يتم تقسيم الخطة إلى مراحل علاجية متعاقبة مع انتهاء المرحلة فإن الشخص المريض ينتقل إلى المرحلة الأخرى وبالطبع يتم تطبيق تلك المراحل العلاجية في مراكز علاج الإدمان من خلال الإشراف الطبي المختص من أجل التعامل مع متطلبات كل مرحلة بجانب الاستمرار بين الفريق الطبي وبين الشخص المريض داخل مستشفي علاج الإدمان من أجل العمل علي إعادة الأشخاص المرضى إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي بل حتى بعد الإنتهاء من البرنامج العلاجي فيظل هناك المتابعة وبرامج منع الانتكاس التي تتم من أجل الحفاظ على التعافي .
ما هي أشهر برامج علاج الإدمان
هناك العديد من برامج علاج الإدمان التي يتم تطبيقها في مراكز علاج الإدمان ويتم إختيار البرنامج العلاجي على حسب حالة الأشخاص المرضى ومدى تفرغهم حيث تختلف مدة علاج الإدمان ما بين تلك البرامج، وعلينا أن نعي بأن جميع تلك البرامج العلاجية فعالة وقد ساعدت العديد من الأشخاص في العودة إلى حياتهم من جديد .
أولاً :-برنامج الاقامة الكاملة، ويهدف البرنامج إلى إقامة الشخص المدمن في المستشفي طيلة فترة العلاج ويكون المريض تحت الإشراف الطبي المستمر من خلال المختصين، بجانب البيئة العلاجية التي تمنع من التفكير أو التعرض إلى تعاطي المواد المخدرة، ويعد برنامج الإقامة الكاملة للجنسيين الرجال والاناث وهو من أفضل برامج علاج الإدمان بسبب التركيز المكثف والشامل الذي يحيط بالمرضى ويساعدهم على تخطي تلك المراحل العلاجية بنجاح تام، ويشمل برنامج الإقامة الكاملة لمدمني المخدرات المراحل العلاجية المعروفة مع ممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية والاستمتاع بالجانب الترفيهي مع الخدمات الفندقية المميزة التي يتم تقديمها من خلال مستشفي الحرية للطب النفسي وعلاج الإدمان.
ثانيا:- برنامج نصف الاقامة، حيث يستطيع الشخص المريض قضاء جزء من اليوم في المستشفى وتلقي العلاجات دون أن يكون هناك مبيت في المستشفى وقضاء اليوم كله، وقد أعد هذا البرنامج خصيصاً من أجل الأفراد الذين لديهم ارتباطات عملية وأسرية ومن لا يستطيع الانفصال عن العالم الخارجي بشكل تام كما هو الحال في برامج الاقامة الكاملة، وبالرغم من مميزات هذا البرنامج العلاجي وقدرته على توفير الوقت التام للقيام بمهام الحياة المختلفة، إلا أنه قد لا يتناسب مع حالات الإدمان الصعبة والتي تحتاج إلى المراقبة المستمرة والخاصة خاصة والتي تتسبب في أعراض انسحابية شديدة فيكون من الصعب تطبيقه في فترة سحب السموم من الجسم ولكن يتناسب بشكل أكبر في مراحل العلاج النفسي .
ثالثاً :-برنامج الاثني عشر خطوة لعلاج الادمان، والمبدأ الاساسي الذي يعتمد عليه برنامج الـ 12 خطوة العمل علي ايقاظ الجانب الروحاني للشخص المريض والعمل على إعادة بث الإيمان في نفوس الأشخاص المرضى حيث أن برنامج الاثنى عشر خطوة لعلاج الادمان يتم بانتظام ومناقشة مبادئه في لقاءات جماعية تضم العديد من الاشخاص المدمنين المتشابهين في معاناتهم والمختلفة في ظروفهم ودوافعهم وأفكارهم والتجارب الخاصة التي قد مروا بها، ويهدف برنامج الاثنى عشر خطوة لعلاج الادمان إلى تحطيم أسوار الوحدة حول الشخص المريض والعمل على الاندماج مع المجتمع الصحي الجديد .
رابعاً :-برنامج الـ 28 يوم لعلاج الإدمان، وهو أحد أشهر برامج الإدمان المكثفة والتي يخضع فيها الشخص المريض إلى بروتوكولات علاجية سريعة ومكثفة بهدف سرعة التدخل الطبي والانقاذ العاجل لحالات الإدمان الحرجة والصعبة، حيث يمر الشخص المريض بمرحلة التخلص من السموم والعلاج النفسي والتأهيل الاجتماعي ويستطيع الشخص المريض استكمال العلاج بعد الانتهاء من مدة 28 يوم لمن يرغب في الحصول على برامج أخرى .
خامساً :- برامج علاج المنتكسين، وهو برنامج خاص للأشخاص الذين قد تعافوا من الإدمان وعادوا مرة أخرى إلى طريق المخدرات، فهناك العديد من الحالات التي قد سبق لها علاج الادمان وبالطبع سيختلف لها البرنامج العلاجي عن أول مرة تعرضوا فيها للإدمان، من هنا كان لابد من انشاء برنامج علاج إدمان الحشيش او علاج الادمان من الهيروين او علي حسب نوعية المخدرات بما يتناسب مع حالتهم الحالية بعد الوقوع في الادمان بعد التعافي، واستعمال بروتوكولات علاجية أقوى من السابق بسبب اكتساب الجسم مناعة جعلته يعتاد علي العلاج، والهدف من علاج ادمان المنتكسين هو العمل علي اعادة الاشخاص المرضي إلى طريق الشفاء من خلال تدارك الاخطاء القديمة وعلاج الأسباب التي قد أدت به إلى طريق الإدمان والرجوع مرة أخرى إلى طريق المخدرات .
مدة علاج الادمان
يهدف علاج الادمان إلى العمل علي سحب سموم المخدرات في الجسم ومن ثم اعادة تأهيل الاشخاص المدمنين من الناحية النفسية والسلوكية من أجل منع الاشخاص المرضي من الوقوع في حظيرة الإدمان مرة أخرى، فمن خلال مرحلة العلاج الطبي والتي تتم فيها سحب السموم من الجسم وعلاج الاعراض الانسحابية للمخدرات كمرحلة أولى في رحلة التعافي لان إدمان المخدرات عادة وليس احتياج جسدي فمن هنا لا يتوقف الأمر علي مرحلة العلاج الطبي، بل هناك مرحلة العلاج النفسي والسلوكي من أجل مساعدة الاشخاص المرضي في التخلي عن تلك العادات السلوكية والابتعاد عن طريق الادمان، ومن هنا فإن مدة علاج الادمان تعتمد علي تلك المرحلتين :-
-المرحلة الاولي والتي فيها يتطلب العلاج الطبي وسحب السموم من الجسم ما بين أسبوع الي أسبوعين علي حسب نوعية المادة المخدرة، ومن هنا فإن علاج إدمان الهيروين يختلف عن علاج إدمان الحشيش يختلف عن علاج إدمان الترامادول، كما أن مدة التعاطي وحجم جرعات المخدرات له دور كبير في تحديد مدة علاج الإدمان والفترة التي يأخذها الشخص من أجل سحب السموم من الجسم وعلاج الأعراض الانسحابية للمخدرات .
-المرحلة الثانية وهى مرحلة التأهيل النفسي والسلوكي وفيه يقضي الشخص المريض قرابة 6 أشهر من أجل إتمام برامج علاج الإدمان والتأكد من استجابة الشخص المريض إلى العلاج واقلاعه عن تعاطي المخدرات تماماً والإبتعاد عن عادة الإدمان .
ما هي العوامل التي تضمن فاعلية علاج الادمان
هناك العديد من العوامل والمتغيرات التي تضمن لنا فاعلية علاج الادمان والوصول بالمرضى إلى أقصي درجات التعافي بدون انتكاس وتتمثل تلك العوامل فيما يلي :-
أولاً :- الإدمان مرض يحدث دون ارادة الشخص المريض ولكن ليس اختياراً منه، وهذا بسبب حدوث خلل في نشاط الجهاز العصبي وكيمياء الدماغ بما يحدثه على قنوات عصبية تعتمد على وجود المادة المخدرة والتي تطالب بوجودها ومن ثم جبر الشخص المدمن علي التعاطي، ومن هنا بعدما تظهر أعراض الإدمان وعلامات التعاطي على الأشخاص يتم السير في طريق علاج الإدمان من خلال العمل على سد تلك القنوات واحداث التوازن الكيميائي في الجسم .
ثانياً :- تختلف برامج علاج الإدمان على حسب اختلاف الحالات المرضية فيجب أن تتناسب البرامج العلاجية مع احتياجات ومشاكل كل شخص مريض من أجل تحقيق ما يتناسب معه ويتلائم مع ظروفه، ومن هنا فمن الخطأ الاعتقاد بتشابه حالات الإدمان أو تشابه في الأعراض الانسحابية للمخدرات ومن ثم تتشابه أساليب العلاج ومن هنا الأمر الذي قد يؤدي إلى فشل رحلة التعافي وعلاج الإدمان .
ثالثاً :- العلاقة بين الطبيب وبين المريض علاقة صداقة وليست علاقة عمل، لأن الثقة هي بوابة نجاح علاج الإدمان الفعال والتي تشجع الأشخاص المرضى على طلب المساعدة واتباع خطوات العلاج دون تردد او خوف،فان اكتساب الثقة والعمل علي بناء علاقة قوية وممتدة بين الطبيب وبين الشخص المريض المدمن من الامور التي يجب توافرها من أجل ضمان فعالية العلاج من الإدمان ونجاح رحلة التعافي.
رابعاً :- علاج الإدمان والأمراض النفسية والذهانية المصاحبة، فكثير من حالات الإدمان تعاني من اضطرابات نفسية وذهانية مصاحبة للإدمان والتي تنجم عن التعاطي وما تؤثر فيه تلك السموم على الدماغ والتي قد تصبح في أكثر الأحيان من الأسباب القوية التي تدفع الأشخاص إلى الإنتكاس، ومن هنا فإن برامج العلاج يجب أن تشمل علاج الإدمان مع علاج ما يصاحبه من اضطرابات وأمراض نفسية وهو ما يعرف بعلاج التشخيص المزدوج أو علاج الاعتلال المشترك .
خامساً :- الهدف من علاج الإدمان هو العمل على تأسيس حياة أخرى وميلاد شخص جديد، فلم يكن الهدف من العلاج يوماً في مستشفى الحرية للطب النفسي وعلاج الإدمان بعيدًا عن أي مستشفيات علاج الإدمان الأخرى التوقف عن تعاطي المخدرات فحسب، بل يعد هذا الأمر جزء فقط من كل خطوة في سبيل الحصول على الهدف الأكبر والذي يتمثل في اعادة الشخص المدمن إلى حياة جديدة خالية من المخدرات وفي سبيل الحصول على الهدف المتمثل في ميلاد شخص جديد بأفكار جديدة وسلوكيات جديدة تختلف عن شخصه وطبيعة المدمن تماماً .
سادساً :- وضع نظام آمن من أجل منع تسريب المخدرات للمرضي، حيث تتمثل أسس العلاج الفعال في التأكد من ضمان عدم وصول أي من أنواع المخدرات إلى الشخص المريض في رحلة التعافي وأثناء اقامته في مراكز علاج الإدمان فهذا يتسبب في النتائج العكسية الوخيمة التي تهدم كل ما يتم بنائه ومن هنا فإنه يتم المتابعة الدقيقة والرقابة المستمرة حتي تجعل من المستحيل وصول أي من أنواع المخدرات إلى المرضى في رحلة علاج الإدمان .
مواضيع ذات صلة
الخلاصة
يعد الإدمان من أكثر أمراض العصر والذي يهدم عقول وصحة الشباب والأجيال لذا حري على كل أسرة أن تنتبه لأبنائها وبناتها وأن تحافظ عليهم بتوجيههم بممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي الغني بالفيتامينات والمعادن وأن تحضهم على ممارسة الهوايات المفيدة مثل القراءة والرسم والتصوير والتصميم والنحت وأن يخرج الشباب طاقاتهم في ما يفيدهم والأهم هو الابتعاد عن أصدقاء السوء وري عقولهم بالعلم والعمل وفي حالة لاقدر الله الوقوع فريسة لهذا اللعين فعليهم بالبحث عن طرق علاج هذا الإدمان وتتبع الخطة السليمة للحصول على النتائج المرجوة.
