إدمان العقاقير المخدرة وجيل جديد من الإدمان فما بين الترامادول وليريكا وغيرها من العقاقير التي تسبب الإدمان مع إساءة الإستخدام , فما هو الوقت الذي يتحول فيه الاستخدام العابر لهذه العقاقير المخدرة إلى إدمان؟ حيث انه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقارب 35 مليون شخص حول العالم يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات، مما يسلط الضوء على خطورة هذه المواد .
كما تتفاوت العوامل التي تساهم في ظهور إدمان العقاقير المخدرة ، بما في ذلك التركيبة الكيميائية للمخدر، والجرعة، وطريقة التعاطي، بالإضافة إلى العوامل النفسية والاجتماعية. في هذا المقال، سنتناول الإجابة على سؤال متى تسبب العقاقير المخدرة الإدمان عليها والأعراض المرتبطة بها، بالإضافة إلى تأثيرها على الفرد والمجتمع.
متى تسبب العقاقير المخدرة الإدمان عليها؟
إدمان العقاقير المخدرة يحدث عندما تؤدي إلى تغييرات في الدماغ تجعل الشخص يعتمد عليها بشكل متزايد للحصول على مشاعر النشوة أو الراحة هناك عدة عوامل تؤدي إلى تطور الإدمان، منها:
- التكرار والجرعة: كلما زادت جرعات التعاطي وتكراره، كلما زادت احتمالية إدمان العقاقير المخدرة , الاستخدام المنتظم يجعل الجسم والدماغ يتكيفان مع وجود المخدرات، ويطلبان المزيد لتحقيق نفس التأثير.
- نوع المخدر: بعض المخدرات مثل الهيروين، الكوكايين، والكيتامين تسبب الإدمان بسرعة أكبر من غيرها بسبب تأثيراتها المباشرة على مراكز المتعة في الدماغ.
- العوامل النفسية: الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب أو القلق يكونون أكثر عرضة للإدمان لأنهم قد يستخدمون المخدرات كوسيلة للهروب من مشاعرهم السلبية.
- العوامل البيولوجية والجينية: يمكن أن يكون لبعض الأشخاص ميل وراثي للإدمان. تاريخ العائلة في التعاطي يزيد من مخاطر الإدمان.
- العوامل الاجتماعية والبيئية: ضغط الأقران، والبيئة المحيطة، والتعرض المستمر للمخدرات في الحياة اليومية يمكن أن يؤدي إلى الإدمان بشكل أسرع.
عندما يبدأ الشخص في فقدان السيطرة على استخدام المخدرات ويشعر بالحاجة الملحة لاستخدامها رغم معرفته بالعواقب، فهذا يعتبر مؤشرًا قويًا على بداية الإدمان.
ما هي العقاقير المخدرة المسببة للإدمان
العقاقير المخدرة المسببة للإدمان هي مجموعة من المواد التي تؤثر على الدماغ والجسم وتؤدي العقاقير المخدرة إلى الاعتماد الجسدي والنفسي على استخدامها هذه العقاقير تتنوع بين المواد الطبيعية والمصنعة، ويمكن تقسيمها إلى عدة فئات:
1. المخدرات الأفيونية (Opioids)
- الهيروين
- المورفين و الكودايين
- الأوكسيكودون و الفنتانيل
2. المنشطات (Stimulants)
- الكوكايين
- الميثامفيتامين (الكريستال ميث)
- الأمفيتامينات
3. المهدئات والمثبطات (Depressants)
- البنزوديازيبينات: مثل الديازيبام (الفاليوم) والكلونازيبام
- الباربيتيورات
- الكحول
4. المهلوسات (Hallucinogens)
- الكيتامين
- إكستاسي (MDMA)
5. المواد المتعددة التأثير (Polydrug)
- الحشيش (الماريجوانا).
- السجائر والنيكوتين
6. المواد الاستنشاقية (Inhalants)
- الغازات والأبخرة الكيميائية: مثل الغراء، البنزين، والمذيبات.
تعتبر هذه المواد من أكثر العقاقير المخدرة التي تسبب الإدمان، وتتطلب التعامل معها بحذر شديد، لأن تأثيرها يمكن أن يكون مدمرًا على الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية للمتعاطي.
إدمان العقاقير المخدرة
كم مدة علاج مدمن العقاقير المخدرة
مدة علاج مدمن المخدرات تختلف حسب عدة عوامل، ولا يمكن تحديدها بمدة محددة واحدة تناسب الجميع عادةً ما تستمر برامج العلاج لفترات تتراوح بين أسابيع إلى عدة أشهر، وقد تمتد في بعض الحالات إلى سنة أو أكثر العوامل التي تؤثر على مدة العلاج تشمل:
- نوع المخدر: بعض المخدرات مثل الهيروين والكوكايين تتطلب فترات علاج أطول بسبب تأثيرها القوي على الدماغ والجسم.
- مدة الإدمان: الأشخاص الذين تعاطوا المخدرات لفترة طويلة قد يحتاجون لوقت أطول في العلاج مقارنة بمن بدأوا مؤخرًا.
- الحالة الصحية والنفسية: إذا كان المدمن يعاني من اضطرابات نفسية أو أمراض جسدية مصاحبة للإدمان، قد يحتاج إلى فترة أطول للعلاج.
نوع العلاج:
- برامج العلاج السكنية (الإقامة في مركز علاجي) عادةً تستمر من 30 إلى 90 يومًا، ولكن قد تمتد حسب حالة المدمن.
- العلاج الخارجي، الذي يسمح للمريض بالعيش في منزله والقيام بجلسات علاجية، قد يستمر لفترات أطول، ولكن بمرونة أكثر.
- مرحلة التعافي والمتابعة: حتى بعد انتهاء العلاج الرئيسي، يحتاج المريض إلى متابعة طويلة المدى لضمان عدم الانتكاس قد تستمر هذه المتابعة لسنوات لضمان الشفاء الكامل.
بشكل عام، العلاج الناجح للإدمان يتطلب التزامًا طويل الأمد ودعمًا مستمرًا، حيث يُعتبر الإدمان مرضًا مزمنًا يحتاج إلى رعاية مستمرة للحفاظ على التعافي.
ما هي اضرار المخدرات على الفرد والمجتمع
إدمان العقاقير المخدرة تؤثر بشكل مدمر على الفرد والمجتمع معًا هذه التأثيرات تتنوع بين الصحية، النفسية، الاجتماعية، والاقتصادية، حيث تتسبب في سلسلة من المشاكل التي تمتد لتشمل كل جوانب الحياة.
أضرار المخدرات على الفرد
- تدهور الصحة الجسدية: تعاطي المخدرات يؤدي إلى تلف أعضاء الجسم مثل الكبد، الكلى، القلب، والرئتين بعض المخدرات مثل الهيروين والكوكايين قد تسبب نوبات قلبية أو سكتات دماغية.
- ضعف الجهاز المناعي: المخدرات تضعف قدرة الجسم على محاربة الأمراض، مما يجعل المتعاطي عرضة للالتهابات والأمراض.
- الإصابة بأمراض معدية: تعاطي المخدرات عن طريق الحقن يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والتهاب الكبد.
- اضطرابات النوم والتغذية: يعاني المدمنون من سوء التغذية والأرق، مما يؤدي إلى تدهور في الصحة العامة.
- الاضطرابات النفسية: المخدرات تسبب الاكتئاب، القلق، الهلوسات، والذهان. على المدى الطويل، يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات عقلية خطيرة مثل الفصام أو اضطرابات الشخصية.
- الإدمان: الإدمان هو أحد أكبر الأضرار النفسية، حيث يصبح الفرد غير قادر على التوقف عن تعاطي المخدرات، مما يؤثر على حياته اليومية وعلاقاته الاجتماعية.
- تأثيرات على الذاكرة والتركيز: المخدرات تؤثر سلبًا على الذاكرة والقدرة على التعلم والتركيز، مما يؤدي إلى انخفاض الأداء الدراسي أو المهني.
- تفكك العلاقات الأسرية: الإدمان يسبب مشاكل داخل الأسرة، مثل فقدان الثقة وتفكك العلاقات. قد يؤدي الإدمان إلى العنف الأسري أو الإهمال.
- الفشل المهني والدراسي: تعاطي المخدرات يؤثر على الأداء المهني والدراسي، حيث يفقد الفرد القدرة على التركيز والالتزام بمهامه.
- العزلة الاجتماعية: المدمن يصبح أكثر عزلة، حيث يبدأ في الابتعاد عن أصدقائه وأسرته والانسحاب من الحياة الاجتماعية.
أضرار المخدرات على المجتمع
إدمان العقاقير المخدرة كإدمان المخدرات والذي يرتبط بارتفاع معدلات الجريمة المدمنون قد يلجؤون إلى السرقة أو العنف للحصول على المال لشراء المخدرات، مما يؤدي إلى زعزعة الأمان والاستقرار في المجتمع.
الإدمان يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة تكاليف علاج الإدمان، الإنفاق على جهود مكافحة المخدرات، وتدهور إنتاجية الأفراد في العمل تُسهم في هدر موارد المجتمع.
- تعطيل القوى العاملة: المدمنون يعانون من ضعف في الإنتاجية، مما يؤثر على اقتصاد المجتمع زيادة عدد الأفراد غير القادرين على العمل أو الذين يتعرضون للفصل بسبب الإدمان يرفع من نسب البطالة.
- انتشار الأمراض المعدية: تعاطي العقاقير المخدرة يزيد من انتشار الأمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والتهاب الكبد نتيجة لتشارك الإبر.
- زيادة الضغط على القطاع الصحي: علاج الإدمان يتطلب موارد صحية كبيرة، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية.
- الإدمان يساهم في تفكك الأسرة وتدهور العلاقات الاجتماعية المدمن يصبح عبئًا على أسرته ومجتمعه، مما يزيد من حالات الطلاق، العنف الأسري، والتشرد.
- انتشار المخدرات بين الشباب يؤدي إلى تراجع مستوى التعليم وزيادة نسب التسرب الدراسي، مما يؤثر على مستقبل الجيل القادم ويضعف قدرة المجتمع على تحقيق التنمية.
- إدمان العقاقير المخدرةليست مجرد خطر يهدد حياة الأفراد، بل هي كارثة تؤثر على المجتمع بأكمله. التوعية بمخاطر المخدرات والبحث عن حلول فعّالة لعلاج الإدمان والتدخل المبكر هو الطريق الوحيد لحماية الفرد والمجتمع من هذه الآفة المدمرة.
الخلاصة
في ختام هذا المقال، نجد أن العقاقير المخدرة تحمل مخاطر جسيمة قد تؤدي إلى إدمان العقاقير المخدرة بشكل سريع وغير متوقع تُعتبر هذه المواد ذات تأثيرات عميقة على الصحة الجسدية والنفسية، وقد تتسبب في تدهور العلاقات الاجتماعية والوظيفية من المهم أن نكون على دراية بالتحذيرات والعلامات المبكرة للإدمان، وأن ندرك أن العلاج ممكن ويجب أن يكون جزءًا من النقاش العام حول الصحة العامة.
مصدر١
مصدر٢
مصدر٣