مدمن يرفض العلاج

كيف التعامل مع مدمن يرفض العلاج؟: 6 نصائح لا تفوتك

كانت ريم تنظر إلى والدها وهو مدمن يرفض العلاج بعينين دامعتين، وهي تحاول إقناعه بالذهاب إلى المستشفى للعلاج من إدمانه على ولكن كان والدها يرفض بعناد، ويقول إنه لا يحتاج إلى علاج، وأنه يستطيع التوقف عن الادمان بمفرده، وأنه لا يريد أن يصبح محط سخرية ورحمة الناس.
في هذا المقال، سأحاول الإجابة على بعض الأسئلة التي قد تطرحها عندما تواجه هذا الموقف وكيف التعامل مع مدمن يرفض العلاج، وأقدم لك بعض النصائح والإرشادات التي قد تساعدك في مساعدة المدمن على قبول العلاج والتغلب على إدمانه.

كيف التعامل مع مدمن يرفض العلاج؟

الإدمان هو مرض مزمن يؤثر على الدماغ والسلوك، ويتميز بالرغبة الشديدة والمستمرة في تناول مادة أو ممارسة سلوك معين، رغم الآثار السلبية التي يسببها على الصحة والحياة الاجتماعية والمهنية لكل مدمن يرفض العلاج فأن الإدمان يمكن أن يصيب أي شخص، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الدين أو الثقافة أو الوضع الاقتصادي. ولكن ليس كل من يتعاطى مادة أو يمارس سلوكا ما يصبح مدمنا، فهناك عوامل مختلفة تساهم في تطور الإدمان، مثل الوراثة والبيئة والشخصية والتعرض للضغوط والصدمات.

الإدمان هو مرض يمكن علاجه، ولكن ليس بسهولة فالمدمن يحتاج إلى الاعتراف بمشكلته، والرغبة في التغيير، والالتزام ببرنامج علاجي متكامل يشمل العناصر الطبية والنفسية والاجتماعية ولكن في كثير من الأحيان، يرفض المدمن العلاج، أو ينكر مشكلته، أو يعتقد أنه يستطيع التوقف بمفرده، أو يخشى من العواقب أو الانتقادات أو الفشل. فكيف يمكن التعامل مع مدمن يرفض العلاج؟

ماذا نفعل مع المدمن الذي يرفض العلاج؟

أولا، يجب أن نفهم أن الإدمان هو مرض، وليس خيارا أو ضعفا أو عيبا وبالتالي، يجب أن نتعامل مع المدمن بموقف من الحب والتفهم والدعم، وليس من اللوم أو العتاب أو الاحتقار فالمدمن يعاني من اضطراب نفسي يحتاج إلى مساعدة مهنية، وليس إلى محاكمة أو عقاب.

ثانيا، يجب أن نحاول معرفة الأسباب التي تدفع مدمن يرفض العلاج، ومحاولة التغلب عليها بطرق مناسبة فقد يرفض المدمن العلاج لأنه:

  1.  ينكر مشكلته، ويعتقد أنه لا يحتاج إلى علاج، أو أنه يستطيع التحكم في استهلاكه أو سلوكه.
  2.  يخاف من الانسحاب، والأعراض الجسدية والنفسية التي قد تصاحب توقفه عن المادة أو السلوك المدمن عليه.
  3.  يخاف من الفشل، والعودة إلى الإدمان بعد بدء العلاج، أو عدم الحصول على النتائج المرجوة.
  4.  يخاف من العواقب، والتي قد تكون قانونية أو مهنية أو اجتماعية أو عائلية، إذا اعترف بمشكلته أو طلب العلاج.
  5.  يخاف من الانتقادات، والتي قد تأتي من نفسه أو من الآخرين، إذا اعتبر نفسه مدمنا أو مريضا أو محتاجا إلى مساعدة.
  6.  يخاف من التغيير، والذي قد يكون صعبا أو مؤلما أو مخيفا، إذا اضطر إلى تغيير نمط حياته أو علاقاته أو معتقداته أو قيمه.

لكل من هذه الأسباب، يمكننا أن نقدم للمدمن بعض الحلول أو البدائل، مثل:

  1.  إظهار الحقائق والأدلة التي تثبت أنه مدمن، وأن استهلاكه أو سلوكه يسبب له ضررا، وأنه بحاجة إلى علاج ويمكننا استخدام بعض الاختبارات أو الاستبيانات أو الفحوصات الطبية أو النفسية التي تقيس مدى الإدمان والتأثيرات السلبية له.
  2.  توضيح الفوائد والمكاسب التي يمكن أن يحصل عليها المدمن إذا توقف عن المادة أو السلوك، وبدأ العلاج.
  3. تقديم الدعم والتشجيع والثناء للمدمن، والتأكيد على قدراته وإمكانياته وإرادته في التغلب على إدمانه.
  4.  تقديم الخيارات والمرونة للمدمن، والسماح له بالمشاركة في اختيار العلاج المناسب له، والتفاوض معه على الأهداف والخطط والمواعيد.
  5.  تقديم البدائل والمحفزات للمدمن، والتي تساعده على التخلص من المادة أو السلوك الذي يدمن عليه، واستبداله بمادة أو سلوك آخر أكثر صحة وفائدة.
  6.  تقديم العلاج بالقوة، وهو العلاج الاجباري الذي يتم بموجب قرار قضائي أو طبي، في حالات الخطر الشديد على حياة المدمن أو حياة الآخرين ويجب أن يكون هذا العلاج آخر الخيارات، ويجب أن يتم بموافقة ومتابعة من الجهات المختصة.

كيف يمكن اقناع المدمن بالعلاج؟

لإقناع مدمن يرفض العلاج، يجب أن نستخدم مهارات الاتصال الفعال، والتي تشمل:

  •  الاستماع النشط، وهو الاستماع بتركيز واهتمام وتفهم وتعاطف لما يقوله المدمن، وعدم المقاطعة أو الانتقاد أو الحكم.
  •  الردود البناءة، وهي الردود التي تعبر عن مشاعرنا وآرائنا ومواقفنا بصدق واحترام ووضوح، وتحترم مشاعر وآراء ومواقف المدمن، وتحثه على الحوار والتفاهم.
  • الأسئلة المفتوحة، وهي الأسئلة التي تدعو المدمن إلى التفكير والتحليل والتعبير عن نفسه، وتساعده على استكشاف مشكلته وحلولها، وتزيد من ثقته بنفسه ومسؤوليته.
  •  الإيجابيات، وهي التعبيرات التي تشيد بالمدمن على ما يفعله من خطوات إيجابية نحو التغيير، وتشجعه على المضي قدما، وتزيد من دافعيته وثقته بنفسه.
  • الإيضاحات، وهي التوضيحات التي تساعد المدمن على فهم مشكلته وعلاجه بشكل أفضل، وتزيل الشكوك والخوف والسوء فهم، وتزيد من قبوله والتزامه بالعلاج.

كيف أنصح أخي المدمن؟

لنصح أخيك اذا كان مدمن يرفض العلاج، يجب أن نستخدم مهارات النصح الفعال، والتي تشمل:

  •  الصدق، وهو أن نكون صادقين مع أخينا المدمن، ونقول له الحقيقة عن مشكلته وعلاجه، ونعطيه النصيحة التي نراها مناسبة له، ونعترف بما لا نعرفه أو لا نستطيع فعله.
  •  الحكمة، وهي أن نكون حكيمين في اختيار الوقت والمكان والطريقة المناسبة لإعطاء النصيحة، ونتجنب النصيحة في حالات الغضب أو الانفعال أو الاستفزاز، ونحترم خصوصية أخينا المدمن ونحافظ على سريته.
  •  الرحمة، وهي أن نكون رحيمين بأخينا المدمن، ونتفهم معاناته وصعوباته، وندعمه ونسانده ونشعره بالأمل والتفاؤل، ونتجنب القسوة أو العنف أو الإهانة أو الاستهزاء.
  •  الصبر، وهو أن نكون صبورين على أخينا المدمن، وندرك أن العلاج يحتاج إلى وقت وجهد وتكرار، وأن المدمن قد يواجه مشاكل أو عقبات أو انتكاسات، ونحاول مساعدته على التغلب عليها، ونتجنب الاستعجال أو الاستسلام أو اليأس.

كيف يمكنني مساعدة شخص مدمن؟

لمساعدة شخص مدمن يرفض العلاج، يجب أن نستخدم مهارات المساعدة الفعالة، والتي تشمل:

  •  الإحاطة، وهي أن نحيط المدمن ببيئة آمنة ومريحة ومحبة ومشجعة، ونحميه من المؤثرات السلبية أو المغريات أو الضغوط التي قد تدفعه إلى الإدمان.
  • – الإحالة، وهي أن نحيل المدمن إلى مركز أو مؤسسة أو متخصص مؤهل لتقديم العلاج المناسب له، ونساعده على الوصول إليه والتواصل معه والالتزام به، ونتابع تقدمه ونتلقى تقاريره ونناقشها معه.
  •  الإشراف، وهو أن نشرف على المدمن ونراقب حالته وسلوكه ونشاطه، ونتأكد من تنفيذه للتعليمات والنصائح والوصفات الطبية والنفسية، ونمنعه من الوصول إلى المادة أو السلوك الذي يدمن عليه، ونتدخل في حالة الطوارئ.
  •  الإدماج، وهو أن ندمج المدمن في المجتمع ونساعده على إعادة بناء حياته وعلاقاته ومهاراته ووظيفته، ونوفر له الفرص والموارد والدعم اللازمة لذلك، ونحميه من التمييز أو الاستبعاد أو العزلة.

علاج المدمن بالقوة: متى يكون ضروريًا؟

يُعد علاج الإدمان عملية صعبة ومعقدة، تتطلب رغبة حقيقية من المدمن للتخلص من هذه الآفة ولكن في بعض الحالات، قد لا يكون لدى المدمن هذه الرغبة حيث يكون مدمن يرفض العلاج، أو قد يكون تحت تأثير المخدرات لدرجة عدم إدراكه لحاجته للعلاج وفي هذه الحالات، قد يكون علاج المدمن بالقوة هو الحل الوحيد لإنقاذ حياته.

متى يكون علاج المدمن بالقوة ضروريًا؟

في حالة تعرض المدمن أو الآخرين للخطر: إذا كان سلوك المدمن يُعرض نفسه أو الآخرين للخطر، مثل تهديدهم بالعنف أو تعريضهم للخطر بسبب قيادته تحت تأثير المخدرات، فيجب إجباره على العلاج لحماية نفسه والآخرين.
في حالة وجود خطر على صحته: إذا كان الإدمان يُسبب للمدمن مشاكل صحية خطيرة، مثل تلف الكبد أو أمراض القلب، فيجب إجباره على العلاج للحفاظ على صحته وحياته.
في حالة عدم قدرته على اتخاذ قرار العلاج: إذا كان المدمن تحت تأثير المخدرات لدرجة عدم قدرته على اتخاذ قرارات عقلانية، فيجب إجباره على العلاج حتى يتمكن من استعادة قدرته على التفكير السليم.

خاتمة مدمن يرفض العلاج

في هذا المقال، حاولت أن أجيب على بعض الأسئلة المتعلقة بكيفية التعامل مع مدمن يرفض العلاج، وأقدم لك بعض النصائح والإرشادات التي قد تساعدك في مساعدة المدمن على قبول العلاج والتغلب على إدمانه، أتمنى أن أكون قد أفدتك بما كتبت، وأن تستفيد منه في حياتك.

مصدر1

مصدر2

مصدر3

shaimaa sayed
تعليقات

من نحن

مستشفى الحرية للطب النفسى وعلاج الادمان هي من أهم المستشفيات الرائدة فى علاج جميع حالات الادمان بأحدث الاساليب المتطورة والطرق العلاجية الحديثة

مدينة الفيوم – مصر

info(@)mentalhospital.net

0020-10-06222144

النشرة الإخبارية

تابعنا
whatsapp button phone button