التغيرات الوظيفية في الدماغ هي الفيصل بين المدمن و المتعاطي حيث أن التعاطي يبدو كمجرد سلوك عابر أو تجربة مؤقتة لا تؤدي إلى تغيرات وظيفية في الدماغ .، أما الإدمان فهو سلوك قهري يقبع في زاوية مظلمة من الروح، حيث يختلط الأمل باليأس .
وتتحول الرغبة إلى قيود تقيد الإنسان وتسيطر على حياته في هذا المقال، سنستكشف الفرق بين المدمن والمتعاطي، مسلطين الضوء على تلك الحدود الرقيقة التي تفصل بين التجربة العابرة والسقوط في مستنقع الإدمان .
المتعاطي هو الشخص الذي يستخدم مادة مخدرة أو مؤثرًا عقليًا بشكل غير منتظم ودون الاعتماد عليها قد يكون ذلك لأسباب اجتماعية، مثل تجربة مواد مخدرة في الحفلات، أو بسبب الرغبة في الهروب من الواقع لبعض الوقت في هذه المرحلة، لا يكون المتعاطي قد طور اعتمادًا جسديًا أو نفسيًا على المادة ومع ذلك، تظل هذه المرحلة محفوفة بالمخاطر؛ إذ يمكن أن يؤدي التعاطي المستمر إلى تطور حالة الإدمان.
في المقابل، المدمن هو الشخص الذي تجاوز مرحلة التعاطي إلى حالة من الاعتماد الجسدي والنفسي على المادة المخدرة هنا، يصبح استخدام المادة ضرورة حتمية للشخص، وليس مجرد اختيار يواجه المدمن صعوبة بالغة في الإقلاع عن استخدام المادة، حتى عندما يكون مدركًا للأضرار الجسيمة التي قد تلحق به تترافق هذه الحالة مع تغيرات كيميائية في الدماغ تؤدي إلى رغبة مستمرة وقهرية في استخدام المادة، على الرغم من العواقب الوخيمة و هذا هو الفرق بين المدمن و المتعاطي .
هناك ثلاثة فروق أساسية بين المدمن و المتعاطي و هي كالتالي
و هذا أبرز الفروق بين المدمن و المتعاطي.
فهم الفرق بين المدمن والمتعاطي له أهمية قصوى في تطوير استراتيجيات علاجية فعالة يحتاج المتعاطي إلى التوجيه والدعم النفسي لمنعه من الانتقال إلى مرحلة الإدمان، بينما يتطلب المدمن علاجًا أكثر تعقيدًا يشمل تدخلات طبية ونفسية لمساعدته على التخلص من الاعتماد على المادة.
يتم وصف شخص بأنه “مدمن” عندما يصل إلى مرحلة الاعتماد الشديد على مادة معينة، سواء كانت مخدرات، كحول، أو أي مادة أخرى تؤثر على الحالة العقلية أو الجسدية هناك عدة معايير يمكن من خلالها تحديد ما إذا كان الشخص مدمنا و هذا هو الفرق بين المدمن و المتعاطي :
الرغبة القهرية: يعاني المدمن من رغبة ملحة وقهرية في استخدام المادة، حتى عندما يحاول التوقف أو التقليل منها.
فقدان السيطرة: يكون الشخص غير قادر على التحكم في كمية أو تكرار استخدام المادة، ويستمر في استخدامها على الرغم من محاولاته الفاشلة للتوقف.
عندما تتوفر هذه المعايير، يمكن اعتبار الشخص مدمنًا و هذا هو الفرق بين المدمن و المتعاطي ، وهذا يتطلب تدخلًا علاجيًا متخصصًا لمساعدته .
ليس بالضرورة أن يكون المتعاطي مدمنًا المتعاطي هو الشخص الذي يستخدم مادة مخدرة أو مؤثرًا عقليًا بشكل غير منتظم أو عرضي، وقد يتمكن من التحكم في استخدامه لتلك المادة بينما المدمن هو من فقد السيطرة على استخدام المادة وأصبح معتمدًا عليها نفسيًا وجسديًا.
بمعنى آخر، كل مدمن هو متعاطٍ، لكن ليس كل متعاطٍ يصبح مدمنًا التعاطي يمكن أن يكون المرحلة التي تسبق الإدمان إذا استمر الشخص في استخدام المادة بشكل متكرر ودون سيطرة، مما يؤدي إلى تطور الاعتماد الجسدي والنفسي المدمن و المتعاطي.
وبالتالي يتحول إلى مدمن لذا، التعاطي المتكرر والمتزايد يمكن أن يكون مؤشرًا على أن الشخص قد يصبح مدمنًا إذا لم يتم اتخاذ خطوات للتدخل والحد من الاستخدام.
عملية انتقال المتعاطي إلى مدمن تمر عادة بعدة مراحل تدريجية هذه المراحل تعكس التغيرات في السلوك والتفاعل النفسي والجسدي مع المادة المخدرة أو المؤثر العقلي يمكن تلخيص هذه المراحل على النحو التالي:
1. مرحلة التجربة:
البداية: يجرب الشخص المادة لأول مرة بدافع الفضول، الضغط الاجتماعي، أو البحث عن تجربة جديدة.
الاستخدام غير المنتظم: في هذه المرحلة، يكون التعاطي عرضيًا وغير منتظم، وغالبًا ما يحدث في مواقف اجتماعية أو معينة فقط.
2. مرحلة التعاطي المنتظم:
زيادة الاستخدام: يبدأ الشخص في استخدام المادة بشكل أكثر انتظامًا، ربما بشكل أسبوعي أو شهري.
التكيف: يبدأ الجسم والعقل في التكيف مع المادة، وقد يحتاج الشخص إلى جرعات أكبر لتحقيق نفس التأثير.
3. مرحلة التعاطي الخطير:
الاعتماد النفسي: في هذه المرحلة، يبدأ الشخص في استخدام المادة بانتظام للتعامل مع التوتر، القلق، أو مشاعر سلبية أخرى. يصبح التعاطي جزءًا من روتين حياته.
الآثار السلبية: يبدأ الشخص في ملاحظة آثار سلبية على حياته مثل تدهور الأداء الأكاديمي أو الوظيفي، تدهور العلاقات الاجتماعية، ومشاكل صحية، لكنه يستمر في التعاطي المدمن و المتعاطي .
4. مرحلة الإدمان:
الاعتماد الجسدي والنفسي: يصل الشخص إلى نقطة يكون فيها جسده قد أصبح معتمدًا على المادة ليعمل بشكل طبيعي هنا، تظهر أعراض الانسحاب عند محاولة التوقف عن التعاطي.
فقدان السيطرة: يصبح الشخص غير قادر على التحكم في استخدام المادة، حتى عندما يكون مدركًا للعواقب الوخيمة.
الاستخدام القهري: استخدام المادة يصبح قهريًا، ولا يمكن للشخص التوقف عنها دون مساعدة.
5. مرحلة الانحدار الكامل:
الأضرار الشديدة: في هذه المرحلة، يكون الشخص قد دمر جوانب متعددة من حياته بسبب الإدمان، مثل فقدان الوظيفة، الانفصال عن الأسرة، أو مشاكل قانونية.
العلاج أو التدهور: قد يصل الشخص إلى نقطة يتطلب فيها التدخل الطبي العاجل لإنقاذ حياته، أو يستمر في الانحدار مما قد يؤدي إلى عواقب مميتة و هذا يدل على مدى الفرق بين المدمن و المتعاطي .
في نهاية المطاف، التفريق بين المدمن والمتعاطي ليس مجرد مسألة تعريفات، بل هو خطوة أولى نحو تقديم الدعم المناسب لكل حالة فهم هذه الدقائق الفارقة يعزز من قدرتنا على التعامل مع قضايا التعاطي والإدمان و التعامل أيضا مع المدمن و المتعاطي بفعالية أكبر، مما يساهم في تحسين جودة الحياة للأفراد والمجتمعات على حد سواء.
مستشفى الحرية للطب النفسى وعلاج الادمان هي من أهم المستشفيات الرائدة فى علاج جميع حالات الادمان بأحدث الاساليب المتطورة والطرق العلاجية الحديثة
مدينة الفيوم – مصر
info(@)mentalhospital.net
0020-10-06222144
Designed by Horeya Dev