برامج إعادة التأهيل والعلاج النفسي السلوكي للمدمن
يعد الدخول في برامج إعادة التأهيل والعلاج النفسي السلوكي للمدمن مهمًا جدًا في رحلته للتعافي من الإدمان، وعلى عكس ما يتداوله البعض أن العلاج من الإدمان يقتصر على إزالة السموم فقط، فإن للعلاج النفسي السلوكي والمعرفي تأثيرًا كبيرًا يتمثل في حماية المدمن من خطر الانتكاسة، وفي هذا المقال المقدم من مستشفى الحرية للطب النفسي وعلاج الإدمان نشارك معكم بعض المعلومات المهمة حول برامج إعادة التأهيل والعلاج النفسي السلوكي.
برامج إعادة التأهيل والعلاج النفسي السلوكي للمدمن
يقوم الأطباء بعد الانتهاء من مرحلة إزالة السموم بالعمل على إعداد برامج إعادة التأهيل للمدمنين، وتختلف البرامج من مركز إلى آخر من حيث الأهداف، وتختلف من حالة إلى أخرى حسب حالة المدمن الصحية، ونذكر لكم بعض البرامج التي يتم استخدامها على نطاق واسع في الآتي:
- البرنامج الدوائي: تعمل مراكز إعادة تأهيل المدمنين من خلال هذا البرنامج إعداد خطة دوائية تشتمل على أدوية تستخدم في تقليل الرغبة في تعاطي المخدر، وتستخدم في علاج بعض الأعراض الانسحابية الناتجة عن التوقف عن التعاطي، وفي هذه البرنامج يقوم الفريق العلاجي بتحديد الجرعات المناسبة من كل دواء، ويعطون المساحة للمدمن لذكر المشاكل أو الآثار الجانبية التي قد تظهر بعد تناول بعض الأدوية.
- برامج العلاج عن طريق الوخز بالإبر: يتم في هذه الجلسات مساعدة المدمن على الاسترخاء بشتى الطرق، وتهدف هذه الجلسات إلى القضاء على الأعراض الانسحابية للمخدر مثل التعرق بشكل مفرط، ارتفاع درجة حرارة الجسم، القلق، القشعريرة، الإرهاق، الغثيان، والتغيرات المزاجية.
- برنامج العلاج الفردي: يعد هذا البرنامج من أهم برامج إعادة التأهيل، يتم في هذا البرنامج تحديد بعض الجلسات مع الطبيب النفسي، وهذا للتعرف على الجذور والأسباب النفسية التي أدت إلى دخول المريض في طريق الإدمان، وهذا للعمل على حلها جزريًا أو العمل على تجنب هذه الأسباب، وتتيح هذه الجلسات للمدمن تعلم الطريقة المثلى في التعامل مع الأفكار التي تراوده باستمرار، وتساهم بشكل كبير في حمايته من خطر الانتكاسة.
- البرامج الترفيهية: تساعد بشكل كبير من خلال الأنشطة التي تتم فيها على التخلص من الإدمان والاستغناء عنه بسرعة، وتكون هذه الأنشطة بمثابة المنفذ الذي يقوم المتعافي بإخراج ضغوطاته فيه، لما لهذه الأنشطة من القدرة على تصفية الذهن.
- برنامج العلاج الجماعي: يساهم هذا البرنامج من برامج إعادة التأهيل في تعزيز التواصل بين المتعافين، وهذا لحمايتهم من الانعزال، ولتعزيز روح العزيمة والمثابرة عندهم وعدم اليأس، ويتم في هذه الجلسات مشاركة الأفكار والتجارب والخبرات مع الآخرين مما يعود بنفع كبير على المتعافي.
- برنامج إعادة التأهيل السلوكي: يساهم هذا البرنامج من برامج إعادة التأهيل في العمل على تغيير السلوكيات السلبية التي تؤدي إلى الإدمان أو التي تم اكتسابها في فترة الإدمان، واستبدالها بأخرى إيجابية تعزز من العيش بطريقة طبيعية وبعيدة عن الإدمان، ويعمل الأطباء في هذا البرنامج على تغيير الطريقة التي يفكر بها المتعافي بشكل كبير، وهذا يساهم في سرعة اندماجه بالمجتمع عند الخروج من المستشفى.
- برنامج إعادة التأهيل الاجتماعي: يتم في هذه الجلسات العمل على إكساب المتعافي المهارات التي تعينه على التواصل مع الآخرين بكل سهولة، والتي تعينه على التعامل مع الضغوطات والمشاكل التي تواجهه في الحياة دون اللجوء إلى الإدمان وتعاطي المخدرات، وتظهر ثمرة هذه الجلسات من برامج إعادة التأهيل في زيادة إنتاجية المتعافي في العمل أو الدراسة، وعودته لممارسة الحياة بشكل طبيعي.
- برنامج التثقيف الأسري: ييتم عقد بعض الجلسات من قبل الأطباء مع الأسرة وهذا لتقديم بعض النصائح المثمرة التي تساعد الأسرة على التعامل مع المتعافي بشكل صحيح، وحمايته وحماية أنفسهم من أية آثار سلبية قد تنتج عن التعامل بشكل غير صحيح.
اقرأ أيضا: جلسات العلاج النفسي للاكتئاب
كم تستغرق برامج إعادة التأهيل؟
تختلف مدة العلاج حسب الحالة الصحية للمدمن ومدى اعتماده النفسي والجسدية والعقلي على المادة المخدرة، لكن تتراوح مدة العلاج من 3 إلى 6 شهور تقريبًا، وتزداد المدة في حال عودة المدمن للتعاطي مرة أخرى بعد سحب السموم من جسده، وبعد مدة العلاج في المستشفى توفر المستشفى بعض الجلسات التي يتم عقدها لحماية المتعافي من خطر الانتكاسة قد تكون هذه الجلسات فردية أو جماعية.
