يعاني الوالدان من صعوبة مرحلة المراهقة ومشاكلها غير المتوقعة خاصةً عندما يتبنى ابنهما المراهق أو ابنتهما المراهقة سلوكاً جديداً خطيراً غير مرغوب فيه، لذلك يلجأ الكثير من الأسر إلى جلسات تعديل السلوك للمراهقين والكبار رغبةً في تقويم وإعادة أولادهما إلى صوابهم، فكيف يحدث ذلك؟
يبدأ تعديل السلوك للمراهقين والكبار وتقويمهم إلى السلوكيات الصحيحة بالتواصل والحوار الإيجابي، ووجود علاقة صحية بينهما، إذ يعتمد على توجيه المراهق بطريقة إيجابية، وإليك بعض الوسائل العملية:
الاستماع والانتباه جيداً فما يقوله ابنك، بالإضافة إلى التركيز مع لغة الجسد، وهذا يجعلك تركز في أفكار ابنك المراهق ومشاعره، وتُظهر الاهتمام له.
تضع الأسرة قواعد واضحة وصريحة، ومن الأفضل مشاركة ابنك المناقشة بخصوص القواعد التربوية، وجعلها إيجابية قدر الإمكان، فبدلاً من أن تقول “لا بد من احترام الكبير”، يمكن استبدالها بقولك “لا بد أن نعامل بعضنا البعض معاملة حسنة”.
يمكنك معاقبة طفلك بعد مناقشة القواعد التربوية التي تضعها بعد مناقشته بالإضافة إلى مناقشة العواقب التي قد يواجهها إذا خالف تلك القواعد مثل الحرمان من الخروج من المنزل في إجازة نهاية الأسبوع بسبب العودة بعد منتصف الليل.
لا بد أن تكون قدوة حسنة لابنك المراهق لتوجيه سلوكه بطريقة إيجابية، فإذا اتبع الوالدان القواعد سيصبح من السهل اقتداء ابنك بكما، وهذا من أهم أساليب تعديل السلوك للمراهقين والكبار.
يحتاج ابنك أن يشعر أنه فرد ذو أهمية وقيمة ومقبول في المجتمع، ويحترمه الجميع، لذلك لا بد أن تناقشه في أفكاره وآرائه بجدية حتى إذا كنت لا تتفق معه.
تعليم ابنك المراهق تحمل المسؤولية هو أول التحديات التي يقابلها في طريقه ليصبح راشداً عاقلاً، وتساعده على الاستقلالية، وتفادي الشجار بخصوص الأشياء الصغيرة التي لا قيمة لها مثل إعطاء المساحة لابنك لاختيار ملابسه بنفسه أو طريقة تصفيف شعره.
يُعد المدح والتحفيز وسائل قوية لحث المراهق على اتباع السلوكيات الإيجابية، والاستمرار في ممارسة هذه السلوكيات، ومن الأفضل تجنب مدحهم أمام أصدقائهم.
مشاركة مشاعرك مع ابنك والتحدث معه عن تأثير سلوكياته على العلاقة بينك وبينه وعلى علاقاته الاجتماعية في العموم، فمن الممكن أن تقول له “من الأفضل أن تعطيني سبباً مقنعاً يجعلك تتأخر في العودة إلى المنزل” بدلاً من “كان لا بد أن تتصل بي بعد انتهاء اليوم الدراسي”.
لا يوجد أحد معصوم من الخطأ، وإنما لا بد من تقبل هذه الأخطاء والتعلُّم منها، وتحمل العواقب التي تحدث بسبب هذه الأخطاء، ولا تتكبر في الاعتذار لابنك إذا أخطأت في حقه، فذلك يقوي علاقتكما سوياً.
وفي سياق متصل للحديث عن تعديل السلوك للمراهقين والكبار عن طريق التواصل مع ابنك المراهق وقضاء وقت ممتع معه، وأن يحكي لك يومه الدراسي، فمن الأفضل الانتباه له عندما يتحدث، فذلك يعني أنك تحبه.
قد يخطئ ابنك في بعض الأحيان ويكسر القواعد التي وضعتها له، ولكن لا بأس بذلك فإن المراهقين لا يزالوا في مرحلة النمو والنضج، ومعرفة ماهية أنفسهم، وماذا يحبون وماذا يكرهون، فذلك يعطي توقعات واقعية مناسبة لسلوكيات ابنك المراهق.
وفي سياق متصل للحديث عن كيف نعدل سلوك المراهق، فيبدأ ذلك عندما تلتزم بالوعود فإن ذلك يعلّم ابنك الثقة والاحترام، فكن صريحاً وواضحاً، ولا تعطي وعوداً إلا إذا كنت قادراً على الالتزام بها وتحقيقها.
يبحث المراهق طوال الوقت عن الخصوصية ومساحتهم الخاصة بهم، لذلك فإن طرق الباب قبل دخول حجرته أو عدم تفتيش أشيائهم الخاصة أو تفتيش الهاتف ما هو إلا وسيلة لإظهار الحب والاحترام وعدم إخبار أحد بأسرار قالها لك.
يوجد العديد من الوسائل العلاجية التي تندرج تحت كيفية تعديل السلوك للمراهقين والكبار ليشمل:
يركز العلاج السلوكي المعرفي في مراكز تعديل السلوك للمراهقين والكبار على تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية واستبدالها بأفكار وسلوكيات جديدة إيجابية.
كما يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تعليم المراهق أن المشكلة ليست فيه أو في المشكلة التي يواجهها، وإنما تكمن المشكلة في تجاربه السابقة التي تشكل كيفية تعامله مع هذه المشكلة التي يترجمها إلى سلوكيات.
يساعد العلاج بالتبغيض المراهق الذي يواجه مشكلة مع الإدمان، وأثبت فعاليته في تعديل سلوك المراهقين والكبار عن طريق ربط الإدمان بذكرى سيئة تنفره من الإدمان.
يتمثل فن اليقظة الذهنية في العلاج بالتأمل لتكون على دراية كاملة بما تشعر وتسمع وتحس في أي لحظة، ويعتمد على دمج العديد من تمارين التأمل لتقليل التوتر وتريح الجسم والعقل.
يعتمد تعديل سلوك المراهقين اعتماداً أساسياً على طريقتين وهما:
يبدأ تشجيع المراهق نحو السلوك الإيجابي بمعرفة المثيرات التي تحفز السلوك السلبي ونتجنبه، ويتمثل التعزيز الإيجابي في إعطاء المراهق مكافأة أو مدحه في حالة السلوكيات الإيجابية، ومع مرور الوقت تترسخ تلك السلوكيات في ذهن المراهق.
يتمثل التعزيز السلبي في مساعدة المراهق لاتخاذ قرارات صائبة، وحرمانه من مميزات محددة لتجنب السلوكيات السلبية مثل سحب رخصة القيادة إذا عاد إلى المنزل متأخراً عن الموعد المحدد له أو منع الإنترنت في المنزل بسبب التنمر على زملائه على مواقع التواصل الاجتماعي.
لذلك يصبح من الصعب الوقوع في تلك السلوكيات مرةً أخرى ويتجنب التعزيز السلبي والعواقب التي تنتج عنها.
ولا ننسى في مقالنا أن نعرض لكم أهم الأسئلة الشائعة بخصوص تعديل السلوك للمراهقين والكبار:
يحاول العديد من الأهالي تعليم أبنائهم الاعتماد على أنفسهم، واتخاذ القرارات، ومن أهم الوسائل التي تساعدهم على الاعتماد على أنفسهم:
إذا كنت تتسأل مثل الكثير من الأسر عن كيفية اكتشاف الحاجة إلى تعديل السلوك للمراهقين والكبار، فإليك بعض العلامات التي قد تلاحظها عليه:
وهناك بعض السلوكيات التي تُعد بمثابة جرس إنذار لا يمكن تجاهله:
تتعدد الأسباب التي تحث الوالدين على تعديل السلوك للمراهقين والكبار، ومن أهمها:
قد تواجه مقاومة في البداية ورفض تام بشكل مباشر لمحاولات الوالدين المضنية في تعديل السلوك للمراهقين والكبار، وكل ذلك متوقع وطبيعي، إذ يرفض الأبناء دائماً تجربة أشياء جديدة قد تُعرضهم للعقاب.
فهم لا يريدون أن يحرمهم والديهم من أشياء أخرى بسبب سلوكياتهم، وقد يعانون من ضعف الثقة بالنفس، مما يصبح من الصعب تعديل سلوكهم ولكن لا يصبح مستحيلاً، لذلك لا بد من مكافأتهم عندما يحاولون تحقيق الهدف الذي حدده الوالدين لهما لزيادة ثقتهم بأنفسهم.
قد يعترض الوالدين أيضاً في البداية بسبب الإحباط والغضب بعد أن باءت جميع محاولاتهم في تعديل سلوك أبنائهم بالفشل.
وقد يكون السبب الشعور بالعار والخوف على مكانتهم الاجتماعية إذا عرف الآخرين بذهاب ابنهم إلى جلسات تعديل السلوك للمراهقين والكبار.
بل ويرفضون مكافأتهم على السلوكيات الإيجابية، وأن ذلك لن يجدي نفعاً في النهاية، وقد يؤدي إهمال تعديل السلوك للمراهقين والكبار إلى الوقوع في العديد من المشاكل التي تخالف القانون مثل الإدمان أو السرقة، أو انتحار الابن أو إيذاء الآخرين.
ختاماً، لا يعتمد تعديل السلوك للمراهقين والكبار على أخصائي تعديل السلوك فقط، وإنما للوالدين دور لا يمكن الاستغناء عنه، وتتميز الخطة العلاجية لتعديل السلوك بتأثيرها على المدى الطويل حتى بعد انتهاء العلاج أو توقفه، وذلك بسبب ترسيخ السلوكيات الجديدة في المراهق، وتغيير أفكاره ومشاعره التي تؤثر نفسياً في سلوكياته، وهذا هو الهدف الذي نسعى له، لذلك إذا كنت تجد مشكلة في تعديل سلوك أبنائك فلا تتردد في التواصل معنا.
مستشفى الحرية للطب النفسى وعلاج الادمان هي من أهم المستشفيات الرائدة فى علاج جميع حالات الادمان بأحدث الاساليب المتطورة والطرق العلاجية الحديثة
مدينة الفيوم – مصر
info(@)mentalhospital.net
0020-10-06222144
Designed by Horeya Dev