ظهر تعريف السادية الجنسية في آواخر القرن التاسع عشر على يد الطبيب النفسي الألماني ريتشارد فون كرافت إيبنج إشارةً إلى أحد أشهر الرجال النبلاء الفرنسيين في القرن الثامن عشر ماركيز دي ساد الذي عُرف بميوله الجنسية الغريبة التي اُشتِق منها مصطلح السادية نسبةً لإسمه، فهل يمكن علاج السادية الجنسية؟
تعتمد السادية على الوصول إلى النشوة الجنسية عند التلذذ بإلحاق الأذى بالطرف الآخر، وغالباً ما يبحث عن الشخصية التي لا تميل إلى المازوخية بسبب حب المازوخي لاستقبال الألم أثناء العلاقة الجنسية.
وذلك حتى يحصل السادي على المتعة الجنسية المرغوب فيها من سخط الطرف الآخر على العلاقة، وعدم رغبته فيها بسبب الألم النفسي والجسدي الذي يواجهه أثناء العلاقة.
وتختلف شدة العنف من المداعبة أثناء العلاقة الذي لا يتعدى الضرب الخفيف غير المؤذي إلى السادية والوحشية الشديدة التي تفوق درجة العذاب والأذى النفسي والجسدي، مما قد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.
وتصبح السادية مشكلة عويصة عندما تستمر أعراضها لمدة 6 أشهر التي تتمثل في:
تصبح الرغبة العدوانية هي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في هذه العلاقة السادية، وتتدرج سلوكيات الشخصية السادية حتى تصل إلى مستويات غير مسبوقة في العنف الجنسي، وتصبح البطلة الرئيسية في العديد من جرائم القتل والاغتصاب.
لذلك إذا كنت تشكو من الميول السادية، فلا بد من السعي وراء العلاج رغبةً في التخلص من تلك الميول المؤذية التي تتعارض مع الدين والأخلاق.
بالإضافة إلى طبيعتها الخطيرة عندما ترتبط باضطراب الشخصية الإنطوائية المعادية للمجتمع التي تسبب ارتكاب الجرائم مثل الخطف والقتل والاعتداء الجنسي.
وإذا نظرت إلى تاريخ الجريمة حول العالم، ستجد العديد من الذئاب البشرية الذين بثوا الرعب في قلوب المجتمعات التي عاشوا فيها سنوات طويلة بسبب نقص الوعي بأهمية علاج السادية الجنسية التي لم تكن معروفة في هذا الوقت.
لا تقتصر السادية على العلة الجنسية غير التقليدية في حد ذاتها، ولكن يصاحبها بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
يعتقد بعض العلماء أن السبب في السادية الجنسية بعض العوامل النفسية، لذلك يلجأ الطبيب إلى الأدوية المضادة للاكتئاب مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
وقد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية الناهضة للهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية gonadotropin-releasing hormone) agonists)، وأسيتات ميدروكسي بروجستيرون (depot medroxyprogesterone acetate).
وتساعد الأدوية الهرمونية السابقة على تقليل معدل التستوستيرون، والتحكم في الرغبة الجنسية.
تختلف الميول الجنسية من شخص لآخر، وتعتمد اعتماداً أساسياً في تحقيقها على موافقة الطرف الآخر على تلك الميول.
لذلك تنتشر الميول الجنسية الغريبة في بعض المجتمعات اللادينية التي لا تضع حدوداً للميول الجنسية سواء دينياً أو أخلاقياً.
ليس ذلك فحسب، بل قد لا تشجع تلك المجتمعات على العلاج إذا كان الطرف الآخر في العلاقة متقبلاً لتلك السادية الجنسية ويحبها ويستمتع بها.
فكيف يمكننا معرفة إذا كان هناك شخص مريض يحتاج إلى العلاج والمساعدة دون أن يُبدي المريض أو الشخص الآخر أي شكوى، وربما يكون مُشتبهاً به.
ولكن يلجأ الطبيب المتمرس في علاج السادية الجنسية إلى الاستعانة ببعض التقنيات النفسية المعروفة عند طلب المريض المساعدة مثل:
يساعد العلاج السلوكي المعرفي المريض في التعرّف على المواقف المحفزة لرغبات المريض السادية، وتساعده على مقاومتها عن طريق استبدال هذه المحفزات بوسائل أخرى جديدة.
يقدم العلاج الجماعي الدعم الذي يبحث عنه المريض في وسط مجموعة من المرضى الذين يشكون من نفس معاناته عن طريق مشاركة المشاكل التي سببتها السادية الجنسية لهم حتى أجبرتهم على البحث عن حل.
يوجد بعض النصائح التي قد تساعدكِ في التعامل مع الزوج السادي وطباعه النرجسية إذا كنتِ تبحثين عن علاج السادية الجنسية، ومن أهمها:
يتوقف استمرار العلاقة على الميول الجنسية للزوجة ودرجة تحملها لهذه العلاقة، وصبرها على زوجها، ومحاولة علاج السادية الجنسية إذا كانت الحالة تتطلب ذلك، وهل تتوافق ميولها الجنسية معه أم لا.
فقد لا تتحمل الزوجة ما تشعر به نفسياً في هذه العلاقة، وتتغير نظرتها لنفسها، وتشعر بالاحتقار، فيصبح من الصعب استمرار هذه العلاقة، وتنتهي بالانفصال خاصةً إذا كانت تؤثر شخصية الأب في الأبناء.
فقد يرثون صفاته السادية ويبدأون في التعامل بها مع المجتمع، وقد يكرهون أبيهم بسبب معاملته السيئة لأمهم.
قد يهمك معرفة إجابة بعض الأسئلة الهامة التي تخص علاج السادية الجنسية، ومن أهمها:
يظهر الفرق بين السادية والمازوخية أن السادية هو الاستمتاع الجنسي برؤية عذاب الطرف الآخر عند إيذائهم نفسياً أو جسدياً.
بينما يُعد المازوخي هو الوعاء الذي يتلقى هذا الأذى ويستمتع به جنسياً، ويتلذذ بالذل النفسي والجسدي الذي يتلقاه من الطرف الآخر، لذلك غالباً ما يتفق السادي مع المازوخي، ويكونان علاقة ناجحة من الناحية الجنسية.
ليس كل من هب ودب يحب الضرب الخفيف أثناء العلاقة يصبح سادياً، إذ يُعد مصطلح السادية مصطلحاً مطاطياً يعتمد على درجة العنف وشدة الميول السادية لدى المريض.
وعلى الرغم من ذلك، فإن أسباب السادية الجنسية حتى الآن غير معروفة بدقة، ولكن قد تكون نابعة من بعض العوامل الجينية أو البيئية أو النفسية.
وقد يعود سبب السادية الجنسية إلى بعض الأسباب الأخرى مثل:
ختاماً، يعتمد علاج السادية الجنسية على تحديد المدى الذي يصل إليه المريض، فلا يُطلق عليه لقب سادي إلا عندما يصل إلى أقصى درجات العنف، وتتغير درجة السادية لدى المريض وتتأرجح اعتماداً على عدة تغيرات مثل العوامل البيئية، والعلاقات الاجتماعية والحالة النفسية للمريض، لذلك لا تترددي في طلب المساعدة إذا كنتِ تعانين من زوجك السادي.
مستشفى الحرية للطب النفسى وعلاج الادمان هي من أهم المستشفيات الرائدة فى علاج جميع حالات الادمان بأحدث الاساليب المتطورة والطرق العلاجية الحديثة
مدينة الفيوم – مصر
info(@)mentalhospital.net
0020-10-06222144
Designed by Horeya Dev